بقلم: الشيف هنا شعيب

 

في عالم الكريكيت، حيث يطول زمن المباراة، ويتطلب الأمر تركيزًا ذهنيًا عاليًا وقدرة بدنية فائقة، لا يكفي الاعتماد على المهارة وحدها. فهناك عنصر آخر يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مستوى اللاعب وفعاليته داخل الملعب، ألا وهو: التغذية.

الغذاء.. وقود الأداء الرياضي
تُعد التغذية المتوازنة الركيزة الأساسية التي يستند إليها لاعبو الكريكيت في رحلتهم نحو الأداء المثالي. فهي لا تمنحهم الطاقة فحسب، بل تعزز قدرتهم على التحمل، وتساعد في تسريع التعافي، وتقلل من فرص الإصابة.

الكربوهيدرات: الطاقة المستمرة،
الكربوهيدرات تُعد المصدر الرئيسي للطاقة في رياضة تتطلب جهدًا طويلًا مثل الكريكيت. وينصح بتناول الحبوب الكاملة مثل الشوفان، الأرز البني، الكينوا، إضافة إلى الخضراوات النشوية كالبطاطا الحلوة، والفواكه مثل الموز والتوت.

البروتينات: تعافي العضلات،
البروتين ضروري لإصلاح الأنسجة العضلية بعد اللعب المكثف. وتتنوع مصادره بين اللحوم الخالية من الدهون، البيض، منتجات الألبان، إلى جانب المصادر النباتية كالتوفو، العدس، والحمص.

الدهون الصحية: دعم الدماغ والتحمل،
ليست كل الدهون ضارة، فبعضها يُعد أساسيًا لصحة الدماغ والمفاصل والطاقة طويلة الأمد. من أهمها: المكسرات، البذور، زيت الزيتون، الأسماك الدهنية مثل السلمون، والأفوكادو.

الترطيب: اللاعب الخفي في الأداء،
الترطيب الكافي يُعزز التركيز ويحمي من الإجهاد الحراري، خاصة في المباريات الطويلة. ينصح بشرب الماء بانتظام، وتناول مشروبات تحتوي على إلكتروليتات عند الحاجة. كما يُعتبر ماء جوز الهند خيارًا طبيعيًا ممتازًا لتعويض السوائل.

خطة غذائية ليوم المباراة،
ما قبل المباراة: طاقة بلا ثقل، قبل 2-3 ساعات من بدء المباراة، يجب تناول وجبة خفيفة وغنية بالطاقة مثل:

شطيرة دجاج مشوي أو توفو،
دقيق الشوفان مع الفواكه والمكسرات، طبق من الأرز مع العدس والخضار، مع ضرورة تجنب الأطعمة الدهنية والحارة التي قد تؤثر سلبًا على الهضم والأداء.

أثناء المباراة: دفعة سريعة،
خلال فترات الاستراحة، يحتاج اللاعب إلى تعزيز سريع للطاقة من خلال:الموز،ألواح الطاقة، التمر واللوز، المشروبات الرياضية (بكميات معتدلة).

بعد المباراة: استعادة كاملة،
يتطلب التعافي تناول وجبة تحتوي على بروتين وكربوهيدرات خلال 30 دقيقة من نهاية المباراة. مثل:مشروب بروتين، أرز مع سمك مشوي، شباتي مع بانير إضافة إلى شرب الماء أو العصائر الطبيعية.

تغذية الذهن.. لأداء ذهني ثابت،
لا تقل اللياقة الذهنية أهمية عن البدنية في الكريكيت، لذا تُنصح الأطعمة التي تعزز التركيز مثل:الجوز وبذور الكتان (مصادر أوميغا 3)،الشاي الأخضر ومشروبات الأعشاب،

الشوكولاتة الداكنة (باعتدال)، ما يجب تجنبه، للحفاظ على التركيز والطاقة، يُفضل الابتعاد عن:المشروبات الغازية والمُحلّاة، الوجبات السريعة المقلية، الإفراط في تناول الكافيين

خاتمة: التغذية… سلاح اللاعب الذكي،
إن التفوق في رياضة الكريكيت لا يتحقق بالتدريب فقط، بل يبدأ من المائدة. فالتوازن بين الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون، والماء، يصنع فارقًا كبيرًا في مستوى الأداء. وحتى الهواة يمكنهم تحقيق تحسّن ملموس من خلال الالتزام بنظام غذائي سليم، ومن الأفضل دائمًا استشارة أخصائي تغذية رياضية لوضع خطة تتناسب مع طبيعة كل لاعب واحتياجاته الفردية.

عن الكاتبة:

الشيف هنا شعيب، شيف متخصصة في الطهي ونمط الحياة والنظافة الصحية. تقيم في مدينة جدة، وتتميز بإسهاماتها الثرية في تعزيز ثقافة الغذاء الصحي من خلال كتاباتها وورش العمل التوعوية. نالت عدة جوائز تقديرية عن مساهماتها في المجال الصحي والمجتمعي، ولا تزال تلهم متابعيها برؤيتها المتميزة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *