عند مناقشة التئام الكسور والوقت المستغرق للشفاء، يجب ملاحظة موضع كسر العظم وما إذا كان الكسر مفتوحا (أي أن العظم المكسور يخترق الجلد ويترك جرحًا مفتوحًا) أو مغلقًا، أو إذا حدثت إزاحة للعظام بعيدًا أم بزاوية أو مجرد تشققات بسيطة في العظام، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع “Injury Medicine”.
بشكل عام، كلما زادت الطاقة اللازمة لكسر العظم، زاد الضرر الذي يلحق بالعظام والأنسجة الرخوة، وبالتالي لإمداد الجسم بالدم، وفي حين أن بعض الكسور يمكن علاجها باستخدام قالب أو دعامة أو جبيرة، فإن البعض الآخر يتطلب جراحة لإصلاح الكسر بالشرائح أو البراغي (المسامير).
ويكون الشفاء لكل شخص بشكل مختلف عندما يتعلق الأمر بالكسور، وتؤثر عوامل مثل نوع الكسر ومستوى الرعاية المقدمة وعمر الشخص، الذي يعاني من الكسر، على المدة الإجمالية للشفاء، بالإضافة إلى عوامل مهمة أخرى مثل التغذية والصحة العامة وحالة التدخين.
ويقول علماء إيزلي كلينك، وهو مركز متخصص في طب الإصابات وعلاج كسور العظام بولاية ساوث كارولينا الأميركية، إن هناك تقنيات طبية حديثة مستخدمة حاليًا لعلاج كسور العظام، مثل الأشعة السينية والأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي للمساعدة على تشخيص الكسور بدقة. ويؤكدون أنه يجب السعي للحصول على علاج فوري لأي كسر لتقليل مخاطر حدوث مضاعفات طويلة الأجل أو إعاقة.
مدة التعافي
يمكن أن تختلف أوقات التئام الكسور بشكل كبير اعتمادًا على شدة الكسر ونوعه. لكن تلتئم معظم الكسور، في المتوسط، في غضون 6-8 أسابيع.
ويمكن أن تستغرق الكسور بسبب الإجهاد والتي تكون عبارة عن تشققات بسيطة عدة أشهر للشفاء، في حين أن الكسور الشديدة، مثل تلك الناجمة عن الصدمات العنيفة، مثل حادث سيارة أو السقوط من ارتفاع كبير، يمكن أن تتطلب تدخلًا جراحيًا وتتطلب مزيدًا من الوقت للشفاء.
التغذية المناسبة
إن فهم أن أوقات الشفاء تختلف باختلاف الشخص وأن الكسر أمر بالغ الأهمية، ويؤكد الخبراء على أهمية التغذية الجيدة والمناسبة لصحة العظام والتئام الكسور.
ويمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمعادن الأخرى الضرورية لصحة العظام في تعزيز الشفاء الصحي. ويمكن أن تساعد التمارين الرياضية، حسب إرشادات الطبيب المعالج، أيضًا في تحسين الدورة الدموية حول موقع الكسر وتساعد في الشفاء.
3 مراحل لالتئام الكسور
يوضح أطباء إيزلي كلينك أن العظام المكسورة تلتئم على ثلاث مراحل، كما يلي:
1. المرحلة الالتهابية
تبدأ المرحلة الالتهابية في وقت الإصابة وتستمر حوالي أسبوع إلى أسبوعين، ويشكل النزيف حول الكسر ورمًا دمويًا أو جلطة عند نهايات العظام.
ويتسبب تلف الأنسجة في موت الخلايا ويتم تنظيف هذا الحطام الخلوي عن طريق الاستجابة الالتهابية، بعدئذ تتشكل الجلطة الدموية في شبكة بروتينية، حيث يبدأ العظم في “الترابط”.
2. مرحلة الإصلاح
تستمر هذه المرحلة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وتتضمن إصلاحًا فعليًا للأنسجة وتشكيل خلايا حية جديدة من العظام والغضاريف والأنسجة الليفية في موقع الكسر، وبالتالي، يتكون نسيج مطاطي يعرف باسم ” دُشبُذ الكسر”، وهو عبارة عن تكوين مؤقت يحل محل الورم الدموي ويكون مرئيًا في الأشعة السينية بعد 2-3 أسابيع من الإصابة.
3. مرحلة إعادة البناء
تحدث هذه المرحلة عندما يتم استبدال دُشبُذ الكسر بعظم قوي ومنظم. تستمر عملية إعادة النمذجة لعدة أشهر بعد توقف الكسر عن الألم ويبدو أنه يلتئم بالأشعة السينية.
التغذية السليمة تساعد في التئام الكسور
التئام الكسور بشكل أسرع
يقدم الخبراء النصائح التالية للمساعدة في التئام كسور العظام بشكل أسرع:
1. اتباع تعليمات الطبيب
بادئ ذي بدء، يجب استشارة الطبيب المعالج في كافة التفاصيل واتباع تعليماته بدقة تامة، وقد تتطلب بعض الكسور نشاطًا مشتركًا مبكرًا لتسريع التئام الكسور. في حالات أخرى، يجب تثبيت المنطقة المكسورة وعدم السماح بتحميل وزن الجسم عليها.
ويجب الانتباه إلى أن استخدام العضلات في الطرف المصاب يمكن أن يُحسن تدفق الدم ويقلل من التورم ويُسرع توصيل المغذيات للأنسجة التالفة، بالإضافة إلى الحد من تيبس وضمور العضلات، لكنه لا يكون مناسبًا وصحيحًا بالنسبة لجميع حالات كسور العظام.
2. التغذية الجيدة
يعد تناول نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا، يحتوي على البروتينات والفيتامينات C وD وK ضروريًا لشفاء العظام، كما أن المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والزنك ضرورية أيضًا لتكوين العظام والشفاء.
3. التوقف عن التدخين
إذا كان المصاب مدخنًا، فربما يكون هذا هو الوقت المثالي للإقلاع عن التدخين، إن الإقلاع عن التدخين مفيدًا للصحة العامة وسيساعد في التئام الكسور. يقلل التدخين من تدفق الدم في الشعيرات الدموية الدقيقة، وهو أمر ضروري للشفاء من الكسور.
4. توخي الحذر بشأن الأدوية
يجب تجنب تناول جرعات عالية من العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين. يمكن أن تتداخل هذه الأدوية مع المراحل المبكرة من التئام الكسور.