أكد رئيس جمعية التنمية الأهلية في مركز العرضية الشمالية بمحافظة العُرضيات بمنطقة مكة المكرمة الدكتور علي سلطان السهيمي على أن مجلس إدارة الجمعية يسعى بكل طاقته لتحقيق آمال أبناء المركز وبناته وتطلعاتهم، وشدد على دور المؤسسات المانحة ورجال الأعمال في دعم مجمع الجمعية الاجتماعي بجميع مراحله والذي سيكون علامة فارقة وصرحًا اجتماعيًّا فريدًا يخدم المحافظة، يأتي هذا والجمعية تحقق نجاحات مستمرة ولافتة ومميزة جعلها تترشح -بوصفها الأُولى على مستوى المملكة لأفضل راعٍ لمشاريع الأسر المنتجة- للتنافس عربيًّا على جائزة الأميرة سبيكة آل خليفة بمملكة البحرين.. فإلى نص الحوار.
شعار الجمعية
*شعار الجمعية الذي ترفعه هو (لمجتمعنا أوفياء وفي التنمية شركاء)، إلى أي مدى حققت الجمعية حدَّي هذا الشعار؟
حياكم الله في هذا اللقاء الذي يجمعني بكم -نيابة عن زملائي في مجلس إدارة الجمعية، وأما عن سؤالكم فقد سعت الجمعية -منذ إنشائها بمسمى لجنة تنمية وحتى وقتنا الحالي بعد التحول لمسمى جمعية- إلى تحقيق كل ما يمكن تحقيقه لخدمة أبناء مركز العرضية الشمالية وبناتها، وفاءً منا لمجتمعنا على ما أكرمونا به من ثقة نحن أعضاء مجلس إدارة الجمعية لقيادة دفة هذه المنظمة، مرورًا بالشراكة التي تجمعنا بهم في تنفيذ البرامج والمشاريع المتنوعة.
تداخل الأهداف
*ألا تتداخل أهداف الجمعية ومسؤولياتها مع الجهات الخيرية في المحافظة؟
دأب المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي الذي يشرف على الجمعيات بأنواعها على مستوى المملكة -وقبله وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية- على تحديد مسار الجمعيات وتصنيفها حسب الخدمات سواء كانت (جمعية بر أو تنمية اجتماعية أو رعاية… إلخ)، ونحن ولله الحمد في محافظتنا لانتعارض مع الجمعيات الأخرى في الأهداف، حتى وإن تقاطعنا في بعض الأهداف فإننا نتكامل مع بعضنا لتحقيق الأهداف المشتركة بيننا.
المعوقات
*ما أبرز ما يعوق الجمعية عن تحقيق أهدافها؟
أبرز ما يعوق الجمعية عن تحقيق أهدافها حقيقة هو المادة، أما الفكر والتخطيط فلدينا من الكفاءات ما تستطيع أن تبدع في تحقيق أهداف الجمعية، ولذلك فإننا نرجو من المؤسسات المانحة ورجالات الأعمال على مستوى المملكة التوجه لمحافظة العرضيات وتبنِّي بعض المشروعات ومن أهمها مجمع الجمعية الاجتماعي بجميع مراحله والذي سيكون علامة فارقة وصرحًا اجتماعيًّا فريدًا يخدم أبناء المحافظة وبناتها.
مقر الجمعية
*مقر (مجمع) الجمعية الحالي صرح عملاق، ما أبرز مرافقه التي تخدم أهداف الجمعية؟
كانت من أولوياتنا منذ البدايات أن يكون هناك صرح اجتماعي يخدم أبناء المحافظة وبناتها، فحصلنا ولله الحمد على أرض بصك شرعي بمساحة (١٢٦٥٠) متر مربع وتم تخطيطها لتكون صرحًا ومجمعًا اجتماعيًّا يليق بالمركز والمحافظة، وانتهينا من المرحلة الأولى بحيث احتوى المجمع على مقرٍّ لإدارة الجمعية وقسم لمعهد تدريب معتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وعلى معمل للحاسب الآلي وقاعات تدريب للدورات النظرية، بالإضافة إلى قاعة اجتماعات كبرى لمسؤولي المحافظة وضيوفها، واحتوت هذه المرحلة كذلك على قسم خاص للضيافة مهيأ لزوار الجمعية. والمرحلة الثانية جار العمل عليها منذ فترة وهي عبارة عن مسرح يتسع لأكثر من (٤٠٠) شخص وسوف يرى النور قريبًا بإذن الله. والمرحلة الثالثة قسم نسائي خاص سيحتوي على قسم لإدارة الجمعية وقسم لروضة وحضانة الأطفال، وقسم لمعهد تدريب ومركز للإنتاج الأسري، ومركز لذوي الاحتياجات الخاصة، وقسم للياقة والرياضة النسائية. والمرحلة الرابعة مجمع رياضي يحتوي على ملعب نظامي لكرة القدم وملاعب صغيرة ومسبح وصالة لياقة بدنية. ونحن نسعى جاهدين لتأمين الدعم اللازم لإكمال المراحل المتبقية بإذن الله.
خدمات الجمعية
*عمر الجمعية قارب العقدين، فما أبرز ما قدمته لمجتمع العرضيات؟
الجمعية قدمت لأهالي العرضيات العديد من الأنشطة والبرامج والمشاريع المتعددة، ومنها ما هو حسب المناسبات ومنها ما هو مستمر طوال العام، ولعل من أبرز ماقدمته الجمعية إنشاء معهدَي تدريب معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني؛ خدمة لشباب العرضيات وشاباتها في تقديم برامج ودورات تدريبية معتمدة تساهم في التمكين والتأهيل كأوائل الجمعيات على مستوى المملكة في تقديم هذه الخدمة، ومن الخدمات كذلك المساهمةُ في إنارة بعض ملاعب المراكز الاجتماعية بالشراكة مع بلدية العرضية الشمالية، ومن الخدمات أيضا إنشاء وحدات تسويقية للإنتاج الأسري وصلت (٣٦) وحدة تسويقية، وكذلك تم عقد شراكة مع صندوق الموارد البشرية لتدريب (١٢٠) شابًّا وشابة في مهن متعددة وتقديم مكافآت مالية لهم لمدة (٦) أشهر وصل مجموعها (١٠٨٠٠٠٠) ريالاً. ولعل من الخدمات التي قدمتها الجمعية كذلك إنشاء مركز فجر الأمل لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم الخدمة العلاجية والتعليمية المناسبة لهم حسب المتاح حاليًّا وهو قيد التطوير ليصبح مركزًا متخصصًا يحتوي على أغلب الحالات، إضافة إلى بدء التجهيزات لإنشاء معهد تدريب للغة الإنجليزية وبعض اللغات الأجنبية الأخرى كالصينية والفرنسية، وغير ذلك من البرامج والمشاريع التي لايتسع المجال لذكرها.
دعم الأنشطة المختلفة
*يلاحظ تركيز الجمعية على الأنشطة الرياضية ومناسباتها، أين هي من الأنشطة الأخرى؟
نحن لانركز فقط على الأنشطة الرياضية، بل حاولنا أن يكون هناك توازن في برامجنا مابين الثقافية والرياضية والاجتماعية حتى الصحية، فتارة تجد المهرجانات والاحتفالات بالأعياد وتارة تجد البرامج والدورات التدريبة المتنوعة في مجال الحاسب الآلي وتطوير الذات والتجميل والخياطة والصيانة للجوالا والسيارات، وتارة تجد جائزة التنمية للإبداع التي تساهم في تحفيز المبدعين والمتميزين في مسارات متنوعة فنية وثقافية وتطوعية وابتكارية، وتارة تجد الدورات الرياضية، وأخرى تجد برامج ذوي الاحتياجات الخاصة، وتارة برامج للمتقاعدين، وهكذا، لذلك فنحن في التنمية نحاول التنوع قدر الإمكان في برامجنا ومشاريعنا.
المراكز الاجتماعية
*كم عدد المراكز الاجتماعية التابعة للجمعية، وكيف تصف نشاط هذه المراكز؟
الحمد لله بلغ عدد المراكز (٩) مراكز اجتماعية يشرف عليها نخبة من المتطوعين نذروا أنفسهم لخدمة قراهم، كفروع لجمعية التنمية في هذه القرى.
محلات الأسر المنتجة
*قامت الجمعية بإنشاء عدد من المحلات التجارية في سوق نمرة القديم وتمت الاستفادة منها لفترة محدودة ثم أغلقت أبوابها، لماذا تعطلت، وما مصيرها؟
الجمعية من أوائل الجمعيات على التي كان لها السبق في فكرة إنشاء هذه الوحدات التسويقية التي كان الفضل لله أولاً ثم لشيخ قبيلة بلعريان الذي ساهم بالمكان وكذلك لبلدية العرضية الشمالية، وبدعم سخي من مؤسسات مانحة ومن الوزارة، وكان هذا المشروع يهدف أن يكون منفذًا تسويقيا لكل أسرة تريد عرض منتجاتها سواء قديمة أو حديثة، وتم ولله الحمد تشغيل جميع الوحدات في بداية المشروع، ولكن وبكل أمانة كانت أنفاس الشباب قصيرة جدًّا فلم يستمروا، وتم إقفال عدد منها، إلا أن هذا الإقفال لايعني عدم الاستفادة منها؛ فبالعكس فكل من يتقدم إلينا ولديه رغبة جادة في الاستفادة منها فإننا لانتأخز بتاتا، علمًا أن لدى الجمعية طرائق أخرى للاستفادة منها واستثمارها ولكن لانريد الاستعجال فهي بنيت للأسر المنتجة ورغبتنا أن يستفيدوا منها.
جائزة الجمعية للإبداع
*جائزة الجمعية للإبداع تُعد علامة فارقة في مسيرة الجمعية كونها تُعنى بالإبداعات العلمية والاجتماعية والثقافية والفنية وغيرها، كيف لمستم تلقي المجتمع لها؟ وما جديدها؟
جائزة الإبداع التي قدمتها الجمعية على مدى تسع سنوات لاقت رواجًا واسعًا ومنافسات قوية، حيث كنا بعد كل موسم نعقد العديد من اللقاءات مع الشخصيات ذات العلاقة لتحسين الأداء وتجويده، وتوقفت الجائزة خلال أزمة كورونا إلى هذه اللحظة، وبإذن الله تواصل مسيرتها في قادم الأيام لتقديم منافسات قوية في فروع ومسارات متنوعة.
الجمعية وفترة الجائحة
*خلال جائحة كورونا، كيف تعاملت الجمعية مع الجائحة وهل استطاعت تقديم خدماتها للمجتمع؟
خلال جائحة كورونا ولله الحمد لم تتوقف برامج الجمعية وأنشطتها، فقد ساهمت الفرق التطوعية في خدمة الأهالي، إضافة إلى أن الجمعية قدمت العديد من البرامج التدريبية عن بعد، ليس لأهالي المحافظة بل على مستوى المملكة، حيث نفذت أكثر من (١٠٠) برنامج تدريبي ولقاءات، إضافة إلى تقديم الأجهزة اللوحية بالشراكة مع التعليم للطلاب المحتاجين لمواصلة تعليهم، وقدمت كذلك مهرجانًا للعيد عن بعد، وكذلك احتفلت الجمعية باليوم الوطني عن بعد، ناهيك عن البرامج التوعوية وخاصة للجاليات عن مخاطر كورونا، كما قدمت بعض المبادرات مع رجال الأمن.
إنجازات الجمعية
*ما أبرز إنجازات الجمعية على مستوى المملكة؟
الحمد لله وبفضله تعالى استطاعت الجمعية أن تثبت وجودها بين نظيراتها من الجمعيات على مستوى المملكة وتجاوز ذلك حتى على المستوى الدول الخليجية والعربية من خلال مايلي:
١- تم ترشيح الجمعية كمركز أول على مستوى المملكة كأفضل راعٍ لمشاريع الأسر المنتجة.
٢- تم ترشيح الجمعية للتنافس عربيًّا -بوصفها الحائزة على جائزة أفضل راعٍ لمشاريع الأسر المنتجة- وذلك للتنافس على جائزة الأميرة سبيكة آل خليفة بمملكة البحرين وحققت مركزًا متقدمًا.
٣- حصلت على ترشيح من إمارة منطقة مكة المكرمة للمشاركة في ورش عمل للأسر المنتجة.
٤- رُشحت على مستوى وزارة الموارد البشرية للمشاركة في ورش خاصة لبرامج وأنشطة التنمية الاجتماعية.
٥- حققت درع التميز لعامين متتاليين على مستوى جمعيات التنمية بمحافظتَي القنفذة والعرضيات.
الشراكات
*هل للجمعية شراكات؟ وما الانعكاسات الإيجابية لهذه الشراكات؟
الجمعية عقدت عدة شراكات متنوعة، ولعل من أبرزها وأهمها الشراكة مع بنك التنمية الاجتماعي؛ حيث استطاعت الجمعية عقد شراكة مع البنك لإقراض وتمويل مشاريع الأسر المنتجة، حيث منح البنك الجمعية محفظة إقراضية بقيمة(٢٠٠٠٠٠٠) مليوني ريال، واستطاعت الجمعية إقراض (١٤٣) امرأة من الأسر المنتجة لإنشاء (١٤٣) مشروعًا صغيرًا بقروض وصلت إلى (٢٨٢٢٠٨٠) ريال مستفيدة من مبلغ المحفظة ومن تدوير سدادات القروض، حيث يصل مبلغ القرض إلى(٥٠٠٠٠) ريالاً بينما كان أقل قرض (١٤٠٠٠) ريالاً، وتسدد هذه القروض على مدى (٣) سنوات بدون أي فوائد.
المركز والأطراف
*الملاحظ أن برامج الجمعية تتمركز في نمرة على حساب الأطراف.
كما تعلم أن مقر الجمعية في نمرة فيترتب علينا أن نكثف البرامج فيها، إلا أننا في المقابل لم نغفل الحواضر والقرى المحيطة؛ حيث أنشأنا تسعة مراكز اجتماعية متفرقة يخدم كل مركز مجموعة من القرى ويقدم البرامج والأنشطة اللازمة نيابة عن الجمعية بدعم من الجمعية، ناهيك عن بعض البرامج التي تقيمها الجمعية بنفسها في بعض القرى، ولعل من أهم هذه البرامج (الملتقى التنموي المتنقل) والذي يقام كل فترة في وسط مجموعة من القرى تتخلله فقرات اجتماعية وثقافية وتوعوية.
رجال الأعمال
*كيف ترى تجاوب رجال الأعمال ودعمهم للجمعية وأنشطتها وفعالياتها؟
حقيقة أن هناك مجموعة من رجال أعمال المحافظة يُرفع لهم العقال تقديرًا لهم على دعمهم المستمر لأنشطة وبرامج الجمعية، ومازلنا ننتظر من البقية النهوض ببرامج الجمعية من خلال دعمهم ومساندتهم لها.