تسهم 9 دول عربية بقوة عالميا في إنتاج الهيدروجين الأخضر وحماية البيئة؛ لدوره في خفض انبعاثات الكربون المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض وتوحش المناخ.
وهذه الدول تشكل مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط، وهي: مصر، والإمارات، والسعودية، والمغرب، وعمان، والعراق، والجزائر، وقطر، وموريتانيا، وفق دراسة أصدرها المركز المصري للدراسات الاستراتيجية.
ووقعت البلدان التسع مذكرات تفاهم عالمية لإنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر؛ ما رفع عدد مشروعات هذا المجال في المنطقة إلى 34 مشروعًا.
واحتلت الأمونيا الخضراء والهيدروجين المرتبة الأولى بإجمالي 23 مشروعًا، فيما تقوم 9 مشروعات على التوسع في إنتاج الهيدروجين الأزرق ومشتقاته مثل الأمونيا الزرقاء، ويوجد مشروعان لاستخدام الهيدروجين كوقود في المركبات العاملة بخلايا الوقود، بحسب الدراسة.
20 مليار دولار بمصر
وفي يوليو 2021، وجه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي بإعداد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر؛ لكونه وقود المستقبل الصديق للبيئة.
وتعتزم مصر إضافة طاقة الهيدروجين الأخضر لمنظومة الطاقة المتكاملة لعام 2035، والمخطط انطلاقها خلال أشهر بقيمة 40 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر -وذلك دون بنية تحتية إضافية- 20 مليار دولار، وفقا لما يقوله أحمد سلطان، المهندس المتخصص في شؤون النفط والطاقة، لموقع “سكاي نيوز عربية”.
ويوضح سلطان أن “المشروعات الضخمة في مصر جذبت أنظار مستثمري العالم؛ لنجاح قطاع الطاقة المصري، وتوافر العوامل الإيجابية، على رأسها موقع مصر الاستراتيجي وقربها من أسواق الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط، والتي قد تشهد طلبًا كبيرًا على الهيدروجين، بالإضافة إلى البنية التحتية للغاز الطبيعي ومحطات الإسالة العملاقة والموانئ البحرية وغيرها”.
أبرز المشروعات
وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المصرية تحديث “استراتيجية الطاقة 2035” لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر لها.
كما وقعت مذكرة تفاهم مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتمويل الأعمال الاستشارية لإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، واتفاقية التطوير المشترك لمشروع إقامة وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميغاوات في المنطقة الصناعية بالعين السخنة التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وضمن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في هذا المجال كذلك، مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادي، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وشركة مصدر الإماراتية، وحسن علام للمرافق.
وستشكل شركتا مصدر وحسن علام ائتلافا استراتيجيا لتطوير محطات إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط، بمراحل تمتد حتى عام 2030، لإنتاج 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، من خلال محللات كهربائية بقدرة 4 غيغاوات.
ووقعت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وصندوق مصر السيادي، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وشركة ميرسك العالمية، مذكرة تفاهم لإقامة مشروع لإنتاج الوقود الأخضر لإمدادات تموين السفن والوصول للحياد الكربوني.
ووفقا لسلطان، فقد بلغت سعة مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر 11.62 غيغاوات، أي تتجاوز 1.5 مليون طن؛ ما سيضع مصر في المراتب الأولى عالميًا بعد أستراليا وبالتوازي مع موريتانيا.
500 مشروع
وعالميا، تجاوز عدد مشروعات الهيدروجين الأخضر 500 مشروع عالمي بإجمالي استثمارات تجاوزت 530 مليار دولار، وصل عدد الدول المهتمة بإعداد استراتيجيات وطنية وخطط تنموية لإنتاجه 40 دولة.
وطبقًا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لعام 2021، تجاوز معدل الإنتاج السنوي من الهيدروجين (عن طريق الغاز الطبيعي والفحم الأحفوري) 120 مليون طن.
وتمثل هذه الطريقة أكثر من 95% من إنتاج الهيدروجين عالميًا، ومرجح أن يصل الإنتاج التقديري من الهيدروجين النظيف إلى 700 مليون طن بحلول عام 2050.