تحديات ومصاعب تواجهه الكثير من أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة، بالرغم من إعاقتهم إلا أنهم من الفئات الأكثر اهمالا في المجتمع، كما أنهم أكثر شريحة تحتاج للرعاية بشكل أكثر لتتناسب مع احتياجاتهم الخاصة، ويرجع سبب تسمية ”ذوي الاحتياجات الخاصة ” لحاجتهم للرعاية والاهتمام والمساندة بشكل أكبر من قبل المجتمع.
يعاني الكثير من أصحاب الاحتياجات الخاصة من تدني نظرة المجتمع لهم وعدم تقبلهم لهم بالرغم من نجاحهم وإنجازهم وإبداعهم في كثير من الأمور التي قد لا ينجح بها الانسان الس ِّوي.
مريم باكونة فتاة تبلغ من العمر ٦٢ تعاني ما يعانيه أصحاب الاحتياجات الخاصة من إهمال المجتمع لهم بالرغم من إكمال دراستها، وحصولها على درجة البكالوريوس ونجاحها في كثير من الأمور ومشاركتها بعدد من الدورات.
لحظة تحول حياة مريم
مريم فتاة ولدت مثل باقي الفتيات الاخريات لا تعاني من أي إعاقة، إلا بعد إصابتها بحمى وهي تبلغ من العمر سنتين، وبسبب أن الحمة وصلت للنخاع الشوكي تسبب في فقد حاسة السمع وبالتالي فقدان القدرة على النطق وفي هذه اللحظة كانت أكثر لحظة مؤلمه لها ولأهلها وخصوصا أنها أول فتاة تعاني في العائلة من فقدان حاسة السمع، فأصبح تواصلها مع أهلها بشكل أصعب حيث كانت تحتاج وقت أطول لإيصال ما تريده وكان أكثر او أغلب تواصل مع أهلها عن طريق البكاء لسبب عدم قدرتها عن النطق والتعبير وأما مع المجتمع فكانت منعزلة بتاتا.
التخلص من العزلة
بدأت اول خطوات الأهل لتتخلص مريم من العزلة ألا وهي إلحاقها بمدرسة النور الخاصة بإصحاب الاحتياجات الخاصة، حيث التحقت بعمر صغير وكانت في بداية الأمر مستمعة، وبسبب تفوقها استطاعت الانتقال من مرحلة الى مرحله أخرى وأصبحت هي الفتاة الوحيدة في الفصل بالإضافة الى أربعة من الذكور.
من هنا بدأت مريم بالاختلاط والتخلص من عزلتها واستطاعت انهاء الثانوية العامة ومن ثم الالتحاق بالجامعة.
مرحلة الجامعة واختيار التخصص
بعد انتهاء مريم من المرحلة الثانوية لم يكن هناك مجال لها ولا لأي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة تخصصات متاحة لهم بالجامعة، ولكن بعد محاولات عدة من قبل الأهالي وافقت الجامعة بفتح تخصص وحيد لهم ألا وهو تخصص الفنون التشكيلة.
حيث دخلت تخصص فنون تشكيلية وكانت تميل لتخصص الطب والتمريض، ولكن بسبب عدم إتاحة تخصصات الطبية لهم اضطرت دخول تخصص الفنون التشكيلية حيث كانت شخص غير راغب بهذا التخصص الا أنها اصبحت رسامة مبدعة
وشاركت في معارض محلية كما كانت تتمنى ان تشارك بمعارض دولية او إقامة معرض خاص بها، وبسبب عدم دعم المجتمع لها ولا لغيرها لم تستطيع ان تشارك في معارض دولية ولا أن تقيم معرض خاص بها.
شخصيتها وإبداعها
مريم فتاة مبدعه تستطيع ان تبدع في كل مجال يتم وضعها فيه فهي ابدعت في الرسم وبالفوتوشوب والتصوير وحصلت على دورات عدة وشهادات في كل دورة، وحصدت إنجازات وابداعها الا انها واجهت صعوبة في تقبل المجتمع لها وتوفر وظيفة ثابته.
وكما أنها فتاة اجتماعية قوية وصلبه بالرغم من إعاقتها الا انها استطاعت ان تتخطى الكثير من المصاعب.
ويرجع سبب قوة شخصية مريم هو وقوف الاهل الى جانبها دائما حتى في تعليمها فقد كانت والدتها لمدة 8 سنوات تقوم بتوصيلها لمدرستها وكانت اختها تقوم بتعليمها وتدرسيها حتى عندما وصلت للمرحلة الجامعية
وبسبب وقوف الاهل لها ومحاولتهم إخراج ابنتهم من العزلة نمت منها شخصية قوية وطموحه ومحبه للعلم.
مريم فتاة مواطنة
مثل أي مواطن س ِّوي تتمنى ان تتوفر لها أبسط حقوقها، وهي توفير فرص عمل ثابته لهم في ظروف مناسبه لهم، وتوفر تخصصات مختلفة لأصحاب الهمم، كما تطمح يتغير نظرة المجتمع لوي الاحتياجات الخاصة ” أصحاب الهمم” من أجل تقبلهم في المجتمع وانهم اشخاص مبدعين مثلهم مثل أي شخص سليم او س ِّوي.
مساندة الأهل وطموح مريم
مريم لم تصل لما عليه لولا الله ثم أهلها فقد ساندوها أهلها من جميع النواحي النفسية والعلمية والاجتماعية وغيرها، حيث كان جميع من في العائلة يعمل من اجل تحقيق متطلباتها وإكمال مراحل تعليمها.
كانت مريم فتاة طموحة جدا فقد كانت تطمح أن تدخل تخصص الطب، وذلك لمعالجة كل شخص يعاني مثل ما تعاني من إهمال وتهميش لهذه الفئة وحتى لا يعيش مثل ما عاشت لذلك كانت طموحه جدا.
رسالة مريم للمجتمع
كانت رسالة مريم الدائمة والأبدية هو ان يحظى من ذوي الاحتياجات الخاصة بالاهتمام والرعاية والمساندة، فهم أحوج بالاهتمام من غيرهم.
بعض الحلول
أصحاب الاحتياجات الخاصة ” أصحاب الهمم” بحاجة الى الاهتمام أكثر من غيرهم وبحاجة الى توفير فرص عمل لهم ” ثابت” ويحتاجون مثل ما يحتاج غيرهم من إقامة دورات لتأهليهم في الحياة العلمية والعملية، وزيادة تخصصات جامعية غير تخصص الفنون التشكيلية.