هل تعلم أن ما تأكله ومتى تأكله يمكن أن يكون له تأثير على نومك؟، هذا ما أكده خبراء التغذية، الذين ينصحون بالابتعاد عن بعض الأطعمة، وتناول أخرى من أجل نوم أفضل.
ويلعب الطعام دورا مهما في تعقيد مهمة النوم، وهو أحد الأشياء الرئيسية التي غالبا ما يتم تجاهلها من كثيرين ممن يشكون في نهاية المطاف من عدم القدرة على النوم رغم التعب وشدة النعاس.
وتشرح أخصائية التثقيف الصحي المعتمدة في بريطانيا، بريل ميرشانت، والطبيبة عائشة إقبال، مدى أهمية النوم ومدى تأثير عاداتنا الغذائية عليه.
النظام الغذائي والنوم الجيد
وتقول ميرشانت: “تناول وجبات صحية ومتوازنة يدعم مسارات جسمك وينظم هرموناتك”، وبعضها “يؤثر على مقدار النوم الذي تحصل عليه ومدى جودة نومك”.
وهذا يعني أن تناول الأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية التي تدعم النوم، وبكميات مناسبة، أمر بالغ الأهمية لضمان قدرتك على النوم عندما تضع رأسك على الوسادة.
من جانبها، تقول إقبال: “يرتبط قلة النوم بدوره بعادات الأكل غير الصحية”، وتوصي “بمحاولة الحفاظ على نمط ثابت للنوم والأكل، حتى يتمكنا من العمل معًا لتزويد جسمك بالطاقة”.
متى وكم يجب أن تأكل في المساء؟
تؤكد إقبال أن “هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن الوقت الذي تأكل فيه يمكن أن يؤثر على إيقاعك اليومي”، والمعروف أيضًا بدورة النوم والاستيقاظ.
ونتيجة لذلك، “يمكن أن يؤثر تناول الطعام في وقت قريب جدًا من وقت النوم على روتين نومك، وبالتالي من الأفضل تناول الطعام في وقت مبكر من المساء، مع السماح لنفسك بساعتين لهضم وجبتك قبل النوم”.
ومع ذلك، لا توجد قاعدة صارمة وسريعة لتحديد موعد تناول الطعام. وتقول ميرشانت: “من المهم الاستماع إلى جسدك وما تشعر به والشعور بالرضا عند تناول الطعام في المساء”.
بعض أسوأ الأطعمة قبل النوم
في حين أنه من الجيد تناول بعض الأطعمة طوال اليوم، لأنها وقود جيد أو طعام لذيذ، فقد لا يكون من الجيد دائمًا تناول الطعام في وقت قريب من وقت النوم.
وتحذر إقبال وميرشانت بشكل خاص من تناول الكافيين في وقت متأخر جدًا من اليوم، “لأنه يحفز الدماغ ويمنحك الطاقة، وبالتالي يبقيك مستيقظًا”.
ويمكن أن تكون الأطعمة الغنية بالسكر محفزة أيضًا، كما تشرح إقبال قائلة: “تزيد السكريات من الإثارة وتمنحك جرعة من الدوبامين، مما يجعلك تشعر باليقظة”، ولذا فهي توصي بالابتعاد عن “الأطعمة السكرية مثل الحلويات والشوكولاتة والكعك قبل ساعتين إلى 3 ساعات على الأقل من الذهاب إلى الفراش”.
وبحسب ميرشانت، هناك بعض الأطعمة التي تسبب اضطرابا في النوم لمجرد أنها تستغرق وقتا أطول حتى يهضمها الجسم.
وتقول: “إذا كنت تعاني من صعوبة في النوم، فحاول الابتعاد عن البروتينات الثقيلة في وجباتك المسائية، وتقليل الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل الأرز والمعكرونة”.
وتوصي بتجربة البدائل النباتية، التي تكون أخف وزناً وأقل احتمالية لإبقائك مستيقظًا.
أطعمة تساعدك على النوم
تقول ميرشانت إن الكيوي يساعد على النوم بشكل ممتاز، وتضيف “في إحدى الدراسات، كان المشاركون الذين بدأوا في تناول الكيوي بانتظام قبل النوم قادرين على النوم بمعدل 42 بالمئة أسرع” مما كانوا يفعلون من قبل.
وأوضحت أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الميلاتونين رائعة أيضًا، لأن الميلاتونين هو الهرمون الذي يساعد على تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية.
وتنصح إقبال باستخدام الكرز والمكسرات مثل الجوز واللوز كمصادر جيدة لهذا الهرمون المهم، في حين تعتبر الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة خيارًا جيدًا لوجبتك المسائية. كونها مصدرا كبيرا لفيتامين د وأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي تساعد على تنظيم السيروتونين “الهرمون المسؤول عن الحفاظ على النوم”، كما تقول ميرشانت.
وتضيف “يحتوي الحليب على فيتامين د أيضًا، بالإضافة إلى التربتوفان، وكلاهما مرتبط بدعم النوم”.