كشفت دراسة طبية حديثة أن كمامات الوجه والتباعد الاجتماعي يقللان من فرص الإصابة بفيروس كورونا الجديد بشكل كبير.
وأوضحت الدراسة، التي وُصفت بأنها الأكثر شمولية، أن التباعد الاجتماعي يمكن أن يحد من فرصة الإصابة بفيروس كورونا الجديد المسبّب لمرض كوفيد-19 إلى أقل من 3 في المئة.
وأشارت الدراسة، التي نُشرت في دورية لانسيت الطبية، إلى أن التباعد بين الأشخاص مسافة متر واحد يقلل من خطر انتقال العدوى إلى 2.6 في المئة، بينما تقلل مسافة المترين من فرصة الإصابة بنسبة 50 في المئة أخرى، أي أن احتمال الإصابة بالفيروس تنخفض إلى 1.3 في المئة.
وبحسب “رويترز” وجدت الدراسة، التي جاءت نتيجة تحليل بيانات من 172 دراسة في 16 دولة، أنه من خلال ارتداء كمامة الوجه، هناك فرصة بنسبة 3 في المئة فقط للإصابة بمرض كوفيد-19.
أما النظارات الواقية لحماية العين، فتخفض خطر الإصابة بفيروس كورونا إلى 5.5 في المئة، بحسب ما ذكر موقع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية.
وعلى الرغم من أن بعض الأدلة تعد “ليست قاطعة”، إلا أن الدراسة تقدم أوضح صورة حتى الآن على أن تدابير التباعد الاجتماعي وأغطية الوجه (الكمامات وواقيات العين) ستكون أساسية في إبطاء انتشار الفيروس والسماح بتخفيف قيود الإغلاق بأمان.
وحذّرت الدراسة من أن الجمع بين كمامات الوجه والنظارات الواقية والتباعد الاجتماعي واستخدامها بشكل صحيح لا يوفر حماية كاملة 100 في المئة.
واقترح مؤلفو الدراسة أنه يجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية ارتداء أجهزة التنفس بدلا من الكمامات الجراحية من أجل “حماية أكبر”.
وتعليقاً على الدراسة، قال هولغر شونمان؛ من جامعة ماكماستر في كندا الذي شارك في قيادة المراجعة: “النتائج التي توصلنا إليها هي الأولى التي تجمع كل المعلومات المباشرة حول كوفيد-19 والتهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وتقدم أفضل دليل متاح حالياً حول الاستخدام الأمثل لهذه التدخلات البسيطة والشائعة للمساعدة على تسطيح المنحنى.
من جانبه، قال ديريك تشو الأستاذ المساعد في جامعة ماكماستر، الذي شارك في المراجعة، إنه يجب على الناس فهم أن “وضع الكمامة ليس بديلاً للتباعد الاجتماعي أو حماية العينين أو التدابير الأساسية مثل نظافة الأيدي”.
جديرٌ بالذكر أن الدلائل الحالية تشير إلى أن طرق الانتشار الأكثر شيوعاً لكوفيد-19 تكون عن طريق قطيرات الرذاذ، وخاصة عندما يسعل الناس وتنتقل العدوى من خلال دخول القطيرات إلى العينين أو الأنف أو الفم، إما مباشرة أو عن طريق الأسطح الملوّثة.