أكّد الشيخ الدكتور بندر بليلة؛ إمام وخطيب المسجد الحرام، ضرورة إحسان الظن بالله – عزّ وجلّ -؛ لأنه سبب انشراح الصدر واطمئنان القلب وسرور الخاطر وسعة الحال وانبساط المال.
جاء ذلك خلال خطبة اليوم الجمعة 1414/09/22 هـ، من المسجد الحرام.
وبثّت رئاسة الحرمين الشريفين الخطبة كاملة عبر منصة “منارة الحرمين” لبثّ الخطب والدروس والمحاضرات من الحرمين الشريفين.
وقال “بليلة”: أهل الإيمان في شهر القرآن شهر رمضان يعكفون على كلام ربهم عكوف محب على محبوبه، يتلونه حق تلاوته، ويجعلون صحبته شغلهم آناء الليل وأطراف النهار، لا يسأمون ولا يفترون.
وأضاف: إذا أراد الله بعبيده المقبلين على كلامه خيراً: فتح لهم من فهمه وإدراك حقائقه ما تسمو به هممهم، وتزكو به نفوسهم، وتطيب به حياتهم، وتحسن أحوالهم، ويكون لهم بلاغاً إلى حين.
وأردف: من المعاني التي بثّها ربكم في كتابه وأراد منكم أن تعقلوها ليحسن حالكم ويطيب مآلكم، حسن الظن به سبحانه، فهو ملاك الخير الذي أريد لكم، وهو أنبل مراتب معاملتكم لربكم تعالى ذكره ومن تمام التعبد بحسن الظن بالله: الفأل الجميل بأنه مزيل عنكم هذه الجائحة ورافعها وكاشف هذه النازلة ودافعها؛ فإنه سبحانه المؤمل لكل خير، المرجو عند كل ممر، وهو المنان الحنان، الحي القيوم، وجهه أكرم الوجوه، وجاهه أعظم الجاه.
وتابع: حسن الظن بالله شجرة تنبت أشرف الأحوال، وتثمر أينع المعارف، فألاً ورجاءً وانشراح صدر، واطمئنان قلب، وسرور خاطر، وسعة حال، وانبساط آمال.
وقال مخاطباً المصلين: أحسنوا الظن به – سبحانه – أنه سيتقبل عنكم أحسن ما عملتم، وسيتجاوز عن سيئاتكم، فإنه غفور شكور، يغفر الكثير من الزلل، ويشكر القليل من العمل، وإن لحسن الظن بالرب – جلّ جلاله – بواعث تبعث عليه، وتعين عليه، ومن ذلك: معرفة العبد ربه – سبحانه – بأسمائه وصفاته على الوجه الذي ذكره في كتابه وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم -، فإن مَن عرف الله بأسمائه وصفاته: أحبه، فإذا أحبه رجاه وأحسن الظن به، ووثق به، وتوكل عليه.
وأضاف: ومن بواعث حسن الظن بالله تعالى أيضاً: تدبر شريعته القويمة، والنظر إلى ما فيها من الأحكام والحكم؛ فإنها شريعة رفع بها الحرج، ووسم فيها سبل الخيرات.
وأردف: أودع الله في مثاني هذا الكتاب: (بصائر) تنجي من العمي، و(بينات) توصل إلى الهدى، وحكماً مصرفة، وأمثالاً مضروبة، تستحث العقول، وتنوّر البصائر وكان – صلى الله عليه وسلم – يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها، وكان – صلى الله عليه وسلم – إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر.
يُذكر أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، تقوم ببث خطبة صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين عبر منصة “منارة الحرمين” بلغات عدة.
وتهدف منصة “منارة الحرمين” لبثّ الخطب والدروس والمحاضرات من الحرمين الشريفين، إلى الإسهام في إيصال رسالة الحرمين الشريفين العلمية والشرعية للعالمين.
جاء ذلك بالتعاون بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ووزارة الاتصالات والتقنية والمعلومات، عن طريق الشبكة الافتراضية وذلك عبر الرابط التالي: