تعتبر خلايا المناعة في الجسم “دورية” للحراسة مهمتها اكتشاف ومكافحة الأجسام الغريبة. ولكن للأسف ليست “منظومة تحديد الهوية” دقيقة 100% ، لأن خلايا المناعة تهاجم خلايا أنسجة سليمة.
وتفيد مجلة PNAS بأن مرض التهاب المفاصل الروماتيدي منتشرا على نطاق واسع. والأشخاص المصابون به يعانون طوال حياتهم من آلام دائمة ويصبحون قليلي الحركة. كما أن المصابين أكثر عرضة لأمراض القلب والكلى، ويعانون من ضعف البصر ومضاعفات أخرى. وقد ثبت أن هذا المرض يخفض العمر في المتوسط 3-12 سنة.
وتعطي نتائج الدراسة التي أجراها علماء جامعة كارولنسكا الطبية السويدية، الأمل في فعالية علاجية تقي الإنسان من التهاب المفاصل، حيث اكتشفوا آلية قد تكون مفتاحا لتنظيم الهجمات المناعية غير المرغوب بها.
وقد ركز العلماء في دراستهم على اثنين من البروتينات، انترلوكين 4 (IL-4) وانترلوكين 13 (IL-13). وهما جزيئات معلوماتية تنتجها الخلايا المناعية عند وجود مسببات الحساسية أو الأمراض الطفيلية. من أجل البحث عن وسائل فعالة لعلاج الالتهابات والاضطرابات المرتبطة بها.
واستخدم العلماء السويديون تقنية CRISPR لتعديل الجينات الفردية للخلايا المناعية لمعرفة كيف يتغير سلوكها. وأظهرت التجارب أن IL-4 و IL-13 يؤثران على سلوك العدلات وهي الخلايا الحبيبية المناعية، التي تتجمع بأعداد كبيرة في مفاصل المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيدي.
وقد اتضح على وجه الخصوص، أن إنترلوكين 4 و 13 يمنعان هجرة الخلايا الحبيبية المناعية إلى المفصل الملتهب، وبالتالي تعيق استجابتها.
علاوة على ذلك ، تساعد هذه البروتينات في القضاء على التهاب المفاصل. فقد اتضح أن وجودها يحفز زيادة في المستقبلات على سطح العدلات، والتي تعرقل عملية الالتهاب.
ويثق الباحثون بأن هذا الاكتشاف سوف يلعب دورًا رئيسيًا في تطوير علاجات جديدة لالتهاب المفاصل وخاصة التهاب المفاصل الروماتيدي.