تحتفل المملكة اليوم مع دول العالم بـ ” اليوم العالمي للعصا البيضاء “، الذي يوافق الـ 15 من أكتوبر من كل عام، وذلك لما لها من أهمية قصوى في حياة الكفيف فبفضلها يستطيع التنقل والاعتماد على نفسه .
وأولت القطاعت المتخصصة صحياً واجتماعياً وتعليمياً عناية ورعاية بذوي الإعاقة البصرية فمكنتهم وزارة التعليم من فرص التعلم عبر طباعة المناهج بلغة برايل والكتب المسموعة إلى جانب توفير الوسائل التعليمية والأجهزة والأدوات التعويضية.
وعملت وزارة التعليم على تغيير مصطلح التعليم الخاص إلى مصطلح التربية الخاصة، وألحقت الطلبة من ذوي الإعاقة في مدارس التعليم العام ببرامج الدمج التربوي، يباشرها متخصصون من خريجي أقسام التربية الخاصة بالجامعات .
وبينت مديرة إدارة التربية الخاصة في تعليم الرياض ابتسام محمد الأحمد، أن إدارة التربية الخاصة سعت لتذليل العوائق والصعوبات على الطالبات الكفيفات من خلال تطبيق (8) برامج دمج عوق بصري في مدارس التعليم العام، من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، مشيرة إلى توسع الإدارة في برامج الدمج لتشمل (265) مدرسة بواقع (657) برنامجا في المراحل الأربع بمختلف المسارات (بصري، سمعي، عقلي، توحد، فرط حركة، صعوبات تعلم)، لما لهذا الدمج من آثار نفسية وإيجابية على هذه الفئات.
وفي الجانب الصحي يقدم مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون الرعاية للمصابين بأمراض العيون، وإجراء البحوث العلمية، والكثير من الخدمات الطبية.
وأوضح استشاري أول في طب وجراحة العيون بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني الدكتور خالد بن محمد الجبير، أن العصا البيضاء تعد وسيلة تعويضية يعتمد عليها الكفيف بعد الله ليلفت انتباه الناس لحاجته للمساعدة في تجاوز الصعوبات التي تواجهه.
وبين الجبير أن العصا البيضاء لها مواصفات دقيقة لتسهل على الكفيف ممارسة حياته اليومية بأكبر قدر من السهولة، فهي طويلة وصلبة ذات رأس معدني أو بلاستيكي، يمكن أن يبسطها أمامه ويعيد طيها ليتحسس طريقه، ولتحذيره من وجود أية عوائق أو تغير في المكان، كما شهدت العصا البيضاء في السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا حيث استخدمت فيها أشعة الليزر لتدل المكفوف على الاتجاهات والحواجز، ولتساعده في السير والتحرك في الأماكن العامة وتتعرف كذلك على الألوان، ولها أشكال وتصاميم متنوعة، فمنها العصا الإرشادية، العصا الرمزية، العصا الطويلة، العصا العادية، والعصا المقوسة والإلكترونية، وأصبح لها عدة ألوان مختلفة للتفريق بين الأشخاص المكفوفين وغيرهم من ذوي الإعاقة، كالأشخاص المكفوفين والصم في نفس الوقت.
وتقنياً وبفضل التطور المتسارع مكن ذو الإعاقة البصرية من استخدام التقنية ومن ذلك برامج ” نور، فارس، ابشر، نجم، مواعيد المستشفيات وحجوزات الطيران “.
وفي الجانب الاجتماعي انشأت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية فيما يتعلق بالخدمة الاجتماعية وكالة خاصة تُعنى بتقديم الخدمات اللوجستية والتعويضية لذوي الإعاقة، وحتى يكون العمل في خدمة ذوي الإعاقة مبنيًا على أسس علمية، وتم إنشاء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة عام 1411هـ الذي يعمل على دعم المختبرات والبحوث الميدانية عن الإعاقة ومسبباتها وطرق التصدي لها، بالإضافة إلى تحسين ظروف ذوي الإعاقة وتقديم بيئة مناسبة لهم تمكنهم من المشاركة في بناء المجتمع.
وعلى المستوى الدولي نجد أن المملكة توجت اهتمامها بذوي الإعاقة البصرية، من خلال توقيعها ومصادقتها على عدة اتفاقيات للعناية بذوي الإعاقة البصرية، منها الاتفاقية الثنائية الموقعة بين وزارة التعليم ووزارة التنمية الاجتماعية في الأردن عام 1427هـ ، واتفاقية مراكش الدولية عام 1434هـ، التي تمكن الكفيف من الوصول للكتب، وتتولى الهيئة السعودية للملكية الفكرية متابعة تنفيذ هذه الاتفاقية بالتنسيق مع المعنيين بإصدار ونشر المطبوعات في المملكة .