لا يزال الأشخاص الذين لا يدخنون معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة والسكتة الدماغية إذا ما تعرضوا للتدخين السلبي. يعاني ما يقارب من 20% من العمال غير المدخنين في الولايات المتحدة من التدخين السلبي أثناء العمل، وفقاً لدراسة نشرت في يوليو / تموز من قبل المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
في الولايات المتحدة، تم الإبلاغ عن تعرض 1 من كل 4 أشخاص غير المدخنين للتدخين السلبي وذلك بين عامي 2013 و2014، كما تم ربط ما يقدر بنحو 41 ألف حالة وفاة من البالغين غير المدخنين بسبب التدخين السلبي.
وقالت الدكتورة سارة لوكهوبت، مؤلفة الدراسة ومسؤولة طبية في مركز السيطرة على الأمراض في رسالة بالبريد إلكتروني: “التعرض للتدخين غير المباشر يمثل مشكلة مهمة في الصحة العامة… وقد تم الاعتراف بها باعتبارها واحدةً من أكبر المخاطر المهنية التي تسهم بشكل كبير في انتشار السرطان المهني بين غير المدخنين”.
أبلغ ما يزيد قليلاً عن 10% من الأشخاص عن التعرض المتكرر للتدخين السلبي في العمل، وتختلف نسبته باختلاف الوظائف.
على سبيل المثال أبلغ 65% من الأشخاص عن تعرضهم للتدخين السلبي في مجال صناعة إصلاح الآلات والمعدات التجارية. في حين كان قطاع البناء الأعلى نسبة بحيث بلغ عدد العمال المعرضين له 2.9 مليون شخص.
أضافت لوكهوبت: “الصناعات التي تشهد أعلى نسبة من التعرض للتدخين السلبي، وأكبر عدد من العمال المعرضين، تشمل أماكن العمل في الهواء الطلق وغيرها من الأماكن التي من المرجح أن تكون غير محمية بموجب قوانين منع التدخين”.
بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في ولايات ذات قوانين صارمة، حيث يمنع التدخين في أماكن العمل، فقد سجلت أقل نسبة للتعرض للتدخين السلبي.
تطرقت الدراسة إلى الولايات التي تتبع سياسات منع التدخين في 3 أماكن: الحانات، المطاعم ومواقع العمل الخاصة. فقد كان العمال غير المدخنين في تلك الولايات، أقل عرضة للإبلاغ عن التعرض المتكرر للتدخين السلبي في مكان العمل بحيث بلغت نسبتهم 8.6% فقط. أما في الولايات التي لديها تلك السياسة في مكان واحد فقط، فقد أفاد 12.2% من المشاركين في الدراسة عن التعرض المتكرر للتدخين السلبي في مكان العمل.
أبلغ 11% من الأشخاص عن التعرض المتكرر للتدخين السلبي، في الولايات التي لا توجد فيها قيود.
وقد أظهرت الدراسات السابقة نفس نتائج التعرض للتدخين السلبي. وقال برايان كينغ، نائب مدير مكتب التدخين والصحة في مركز السيطرة على الأمراض، والذي لم يشارك في الدراسة إنه يوجد “تباينات ملحوظة في التعرض للتدخين السلبي. وتابع أن هناك “اختلافات جغرافية … وارتفاع معدلات التعرض السلبي في المناطق التي تقل فيها سياسات منع التدخين”.
بالنسبة للدراسة الجديدة، حلل الباحثون ردود نحو 16 ألف موظف أمريكي، تتراوح أعمارهم من 18 عاماً وما فوق. كان للدراسة بعض القيود، بما فيها صغر أحجام العينات في بعض الوظائف، كذلك التوزيع المختلف للصناعات حسب الولاية. هذا وقد أبلغ المشاركون بأنفسهم عن تعرضهم للتدخين السلبي، مما قد يؤدي إلى التحيز في النتائج. ووفقاً لما قاله كينغ، تقتصر دراسات التعرض للتدخين السلبي أيضاً على منتجات التبغ المحترقة ولا تشمل السجائر الإلكترونية.
لكن نتائج الدراسة تظهر أن “تطبيق سياسات منع التدخين في مكان العمل” يمكن أن يساعد في الحد من التعرض للتدخين السلبي بين العمال وحماية الصحة العامة.
وقال كينغ: “التعرض للتدخين السلبي مسؤول عن أكثر من 40 ألف حالة وفاة سنوياً في أمريكا”. وأضاف: “أنه يمكن لمستويات التعرض القليل أن تكون أيضاً ضارة”.