هل تعرف لماذا تبدأ كل زيارة للطبيب بفحص ضغط الدم؟
ذلك لأن ضغط الدم يكشف الكثير عن صحتك الحالية وخطر إصابتك بإحدى المشاكل الطبية الخطيرة في المستقبل، فارتفاع ضغط الدم المزمن يرتبط مباشرة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وحسب الخبراء فإن السبب الأهم لمعالجة ارتفاع ضغط الدم يتمثل في الوقاية من السكتة الدماغية والنوبات القلبية وتلف الكلى وفشل القلب.
فالإجهاد المتواصل لارتفاع ضغط الدم المزمن يتسبب في عمل القلب بجهد أكبر، وخاصة مع تقدم العمر، حيث يزيد احتمال تمزق الشرايين، فضغط الدم هو القوة التي يمارسها الدم على جدران الشريان، وقراءة ضغط الدم المثلى يجب أن تكون أقل من 120/80 ملم زئبق، وهذا يعني أنه في كل مرة ينقبض القلب، يتم إخراج الدم بقوة 120 مم زئبق، وعندما يرتاح القلب لإعادة الملء تنخفض هذه القوة إلى 80 مم زئبق.
وإذا كان ضغط دمك أعلى بشكل مزمن من 120/80 مم زئبق، فهذا يعني أن المقاومة أكبر، ويجب أن يعمل قلبك بجهد أكبر لدفع الدم عبر جسمك، وفي هذه المرحلة قد يوصي طبيبك بتجربة بعض التغييرات في نمط حياتك لتصحيح هذا الوضع، ويمكن أن تشمل هذه التغييرات فقدان الوزن، ممارسة الرياضة، خفض استهلاك الملح.
أما إذا وصل ضغط الدم إلى 130/80 مم زئبق، فقد يصف الطبيب دواء لخفض الضغط، وحسب الخبراء فلن يساعد ذلك في منع السكتة الدماغية وأمراض القلب فحسب، حيث أظهرت الأبحاث الحديثة أن خفض ضغط الدم يقلل من حالات الضعف الإدراكي المعتدل المرتبطة بالشيخوخة، وهناك العديد من الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم، لذلك قد يجرب طبيبك عدة أنواع وجرعات مختلفة حتى يتم العثور على المجموعة المناسبة لحالتك.
والشكل الأكثر شيوعًا لارتفاع ضغط الدم يسمى ارتفاع ضغط الدم الأساسي، ويعود إلى حد كبير لتقدم العمر والوراثة، كما يمكن أيضًا أن يكون سبب الارتفاع مرضًا آخر، مثل ضيق الشريان الأورطي أو الشرايين المؤدية إلى الكليتين أو زيادة إنتاج الهرمونات.
وحسب الخبراء فإن القلب الطبيعي أثناء الراحة ينبض من 60 إلى 100 مرة في الدقيقة، اعتماد على العمر ومستوى اللياقة، وهذا يعني أن قلبك ينبض على الأقل 86،400 مرة في اليوم، ومثل أي عضلة أخرى تقوم بمجهود، سوف ينمو القلب ولكن لن يشكل هذا النمو ميزة، فعندما تصل حجرة الضخّ الرئيسية (البطين الأيسر) إلى حجم معين لن تصبح قادرة على العمل بقوة كافية لطرد الدم بكفاءة، وهذا ما يسمى فشل القلب مع انخفاض نسبة الطرد، كما يمكن أن يسبّب ارتفاع الضغط أيضًا لأن تصبح عضلة القلب شديدة، مما يمنعها من إعادة الملء بشكل صحيح بين النبضات، ما يسبب فشل القلب مع الحفاظ على الطرد الجزئي.
كما يؤدي الضغط المتزايد على الشرايين إلى استهلاكها بشكل أسرع، مما يزيد من احتمال تمزقها وتسببها في حدوث السكتة النزفية أو ظهور لويحات تصلب الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، بالإضافة إلى الأزمات القلبية، وعمومًا يتفق الخبراء، على أن ارتفاع ضغط الدم قد لا يسبب في كثير من الأحيان أعراضًا واضحة، ولهذا السبب يعرفه الأطباء بالقاتل الصامت، وبالطبع فإنَّ عدم وجود أعراض ملحوظة يعطي بعض الناس شعورًا زائفًا بالأمان، فهم لا يفهمون سبب نصائح الأطباء الدائمة بضرورة بذل الجهد لخفض ضغط الدم، ولكن لحسن الحظ فإنّ من يتبنون مثل هذه التدابير ويلتزمون بهذه النصائح عادة ما يحققون انخفاضًا في ضغط الدم لديهم، ومن ثم ينجون من تبعات مميتة.