حددت وكالة “بلومبرج” الأمريكية عدة عوامل وأسباب ستساعد في ارتفاع أسعار النفط في الأسواق الدولية إلى مستويات كانت تتطلع إليها الدول المنتجة، لاسيما المملكة العربية السعودية.

وأوضحت الوكالة (في تحليل مطوَّل ترجمته عاجل) أنَّ سعر النفط ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ 3 سنوات، في الوقت الذي أوشك فيه المخزون الاحتياطي النفطي على الانتهاء.

وبيَّنت الوكالة أنَّ منظمة الدول المنتجة للبترول (أوبك) تُحْكِم سيطرتها على خفض الإنتاج، وتسعى للمزيد لجعل العملية أكثر إحكامًا وتضييقًا.

رغبة

وأضافت الوكالة: في الوقت الذي يتجمع فيه وزراء النفط في السعودية، اليوم الجمعة، فإنَّ سعر بيع النفط بـ80 دولارًا للبرميل، وهو السعر الذي ترغب فيه المملكة، يقترب أكثر وأكثر من التحقق.

وقال “نوربرت رويكر” (رئيس أبحاث السلع الأولية لدى بنك جوليوس باير السويسري): “يبدو أنَّ الدول الخليجية راغبة في تنفيذ مزيدٍ من تضييق الخناق على السوق”.

وأوضح أنَّ “مستويات الأسعار الحالية تعزِّز الثقة في صفقة الإنتاج التوريد- خفض الإنتاج- والضوضاء السياسية على سوريا وإيران، تغذّي مزاج السوق المتصاعد بشكل استثنائي”.

وأشارت الوكالة إلى أنَّه “رغم أنَّ كلًا من منظمة أوبك وروسيا تمكنتا من القضاء على الوفرة النفطية، لكنهما تريدان الاستمرار في عملية خفض الإنتاج من أجل زيادة الأسعار”.

ونبَّهت الوكالة إلى أنَّ “وزراء الطاقة في السعودية وروسيا وبعض البلدان المصنَّفة ضمن كبار منتجي النفط يجتمعون في جدة الجمعة لاتخاذ قرارات ملزمة”.

وقالت: إنَّ “اجتماعهم سيعطي إشارة قوية على نواياهم بعد أكثر من عام على تخفيضات الإنتاج وارتفاع الأسعار”.

مبرر

ولفتت الوكالة إلى أنَّه “استنادًا إلى بيانات السوق الأخيرة، سيكون لدى المجتمعين في جدة مبرر لإعلان النصر، وأنَّ جميع المؤشرات تشير إلى خفض الإنتاج سيستمر حتى نهاية عام 2018.

وذكرت أنَّه في حين لا يزال الإنتاج الصخري المتصاعد في الولايات المتحدة يشكِّل مصدر قلق وإزعاج، لكن يبدو أن اللاعبين الرئيسيين يركزون أكثر على الفوائد المباشرة لارتفاع الأسعار.

وبينت أن السعودية تحتاج إلى تغطية الإنفاق المحلي القوي، وجذب المستثمرين لطرح أرامكو، وروسيا تستعيد دورها الجديد كوسيط قوي في الشرق الأوسط.

وتطرقت الوكالة إلى مناقشات تمهيدية في جدة، أمس (الخميس) بين مسؤولين من أوبك والدول غير الأعضاء، خلصت إلى أنَّ مخزونات النفط ستعود مجددًا في غضون 5 سنوات.

وأنَّ الهدف الرئيسي من التخفيضات (وفقًا لمتخصصين في البيانات) كان وصول الفائض إلى 10 ملايين برميل فقط في نهاية مارس.

وقد انخفض من 340 مليون برميل عمّا كان عليه في بداية عام 2017، وسط تأكيدات من الوكالة بأنَّ مخزونات النفط الخام المكرر في الولايات المتحدة انخفضت إلى متوسط الخمس سنوات.

نجاح

وأوضحت الوكالة أنَّ التقييم الأولي لاجتماع جدة (الخميس) يؤكد أنَّ منظمة أوبك وحلفاءها نجحوا في تخفيض ما بين 45% إلى 50 % (أكثر من 1.8 مليون برميل) في مارس.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها: “هذا يعدّ أكبر انخفاض على الإطلاق”، وأن معظم هذه التخفيضات النفطية لم تكن بطريق مقصودة”.

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فقد أدَّت الأزمة الاقتصادية وسوء الإدارة في فنزويلا إلى وصولها لأدنى مستوياتها منذ عقود.

بينما فقدت أنجولا الإنتاج من الحقول القديمة، والبعض الآخر من التخفيضات كان موقتًا؛ بسبب أعمال الصيانة الميدانية في الجزائر.

وأوضحت الوكالة أنَّ تراجع إمدادات النفط قد يمتد في الزيادة؛ بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في فنزويلا، وتزايد احتمال قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة فرض العقوبات على إيران.

وقال باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لشركة “توتال” يوم الخميس: إن الوضع في فنزولا “كارثي” مع تراجع الإنتاج؛ بسبب نقص العمالة والاستثمار.

وقال محللون، استطلعت بلومبرج رأيهم: إنه إذا ما أقدم ترامب على تمزيق الاتفاق النووي مع إيران، فإنَّ هذا القرار سيغيب حوالي 500 ألف برميل يوميًا من السوق.

وقال كارستن فريتش (محلل السلع الأولية لدى كومرتس بنك): لا يمكن الوضع في الحسبان تدخل السعودية لتعويض مثل هذه الخسائر، مثلما حدث بالحرب أثناء الحرب على ليبيا 2011.

وأضاف أنَّ “السعودية تريد إبقاء إمدادات النفط محدودة، ولن تتصدى لتخفيضات الإنتاج الكبيرة في فنزويلا، ولا يمكن توقع تعديل المملكة لسياستها بخصوص معدلات الإنتاج الحالية”.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *