كشف الدكتور فيصل مرزا، المستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط، مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابق، أنَّ حالة من القلق تنتاب أسواق النفط متأثرة ببوادر الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، منذ مطلع مارس الماضي، ما أدَّى إلى حدوث تراجع في الأسعار رغم الأساسيات القوية للسوق.

وقال مرزا اليوم السبت: إن تراجع الأسعار حدث رغم انخفاض مخزونات النفط الأمريكية إلى ما دون متوسط الخمس سنوات للمرة الأولى، منذ عام 2014، وعدم وجود أي بناء موسمي كبير للمخزونات وحتى العام الجاري (2018).

وشهدت أسواق النفط والأسهم تراجعًا ملحوظًا في الأسبوع الماضي، نتيجة هبوط حاد لصادرات النفط الأمريكي إلى الصين بأكثر من النصف- من 473 ألف برميل يوميًا في شهر يناير المنصرم إلى 235 ألف برميل يوميًا في شهر فبراير المنصرم-، حتى قبل فرض التعريفات الجمركية على صادرات النفط الأمريكي إلى الصين، بحسب مرزا.

وأضاف مرزا أنّ التعريفات الجمركية الصينية ستؤثر على صادرات البروبان الأمريكي أيضًا، موضحًا أنه رغم جهود منظمة التجارة العالمية، والتي تعمل على حلول لمنع استمرار هذه المواجهات التصعيدية، خاصة بعد أن بدأت الصين بالرد مؤخرًا، وفرض تعريفات جمركية على 128 منتجًا أمريكيًا، بما في ذلك أنابيب الصلب والسبائك المستخدمة في مشاريع النفط والغاز.

وأوضح أنّ هذه الخطوة الانتقامية، ردّت عليها واشنطن بفرض رسوم جمركية على الصلب والألمنيوم المستورد، كجزء من الرد الأمريكي على ممارسات التجارة غير العادلة في النسخ الصيني والنقل القسري للتكنولوجيا الأمريكية والملكية الفكرية.

ونبّه مرزا إلى أنه قد يصعب الجزم بأن قطاعات التصدير الأمريكية أو الصينية لن تتأثر من جراء الحرب التجارية التي ستشكل تهديدًا كبيرًا على الاقتصاديين، مضيفًا: “في الوقت الذي تبلغ حصة الصين من الصادرات الأمريكية حوالي ستة أضعاف فإنّ حصة أمريكا من واردات الصين- التي تعدّ أكبر مستورد للنفط – ستكون مؤلمة للغاية على المستهلكين الأمريكيين الذين سيتعرضون لارتفاع أسعار السلع الصينية المستوردة”.

وذكر أنّ الإجراءات الصينية سيكون لها تأثير مباشر على المستهلكين في مواجهة التضخم، في حين أنّ غالبية الصادرات الأمريكية إلى الصين ستذهب إلى القطاع الصناعي الذي يعاني من التباطؤ الاقتصادي في الصين.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *