يقف نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، غداً الثلاثاء، على أحوال محافظة العرْضِيَّات التي تعد من أهم وأكبر المحافطات التابعة للمنطقة، وتتوسط منطقتَي الباحة وعسير؛ حيث تزيد مساحتها على ٦ آلاف كم٢، ويتعدى سكانها ٩٠ ألف نسمة.
ورحّب مشايخ وأهالي العرضيات بنائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير عبدالله بن بندر، في زيارته الأولى لمحافظة العرضيات، مؤملين أن يفتح الله الخير على يديه وهو الشاب الطموح ليستكمل ما بدأه أمير المنطقة.
وقال الأهالي: “نضع بين يدي الأمير جملة من مطالبنا ممثلة في حاجة العرضيات الماسّة لكلية بنات، وأخرى للبنين لاستيعاب آلاف الطالبات والطلاب الذين تغربوا في جامعات شتى”، مشيرين إلى حاجة المحافظة الضرورية لازدواج طريق العرضيات الذي تخطى عمره ٤٠ سنة، ونجم عنه حوادث، وحاجتها لمستشفى مركزي بسعة ٢٠٠ سرير”.
وأضافوا: “كما أن المحافظة بحاجة لتسريع إنجاز مشاريعها المتعثرة، وبحاجة لقسم نسوي بالأحوال المدنية، وبحاجة لالتفاتة جادة لمقوماتها السياحية، واستغلال سدودها المائية والاهتمام بتاريخها العريق وتراثها الغني المتنوع”.
وتتمطى محافظة العرضيات على جزء كبير من تهامة وتتخللها جبال شاهقة وأودية ضخمة كواديي قنونا ويبه الشهيرين اللذين يصبان في البحر الأحمر، الأول عند مدينة القنفذة والآخر غرب مدينة القوز، ولها تاريخها العريق، ويشهد بذلك سوق حباشة التاريخي بواي قنونا، وبعض الآثار والنقوش التي تمتد للحقبة الثمودية.
ولقد مرّ بالعرضيات عدد من الرحالة والمستشرقين منهم الرحالة التركي أيوب صبري سنة ١٢٨٩هـ والرحالة الإنجليزي كاناهان كورنواليس سنة ١٣٣٤هـ، وكتبا عن قبائلها وعادات أهلها، ومرّ بها الرحالة الإنجليزي وليفرد ثيسيجر سنة ١٣٦٥هـ، والتقط لتضاريسها ولأهلها عدداً من الصور غير الملونة، وعمل فيها في مجال التعليم سنة ١٣٩٧هـ الروائيان العربيان إبراهيم نصر الله، وجمال ناجي، وكتبا فيها روايتيهما الشهيرتين “براري الحمى”، و”الطريق إلى بلحارث” مع أنهما غالطا كثيراً من الحقائق.
وتتكون محافظة العرضيات من عدة مراكز هي: “مركز نمرة ومركز ثريبان ومركز الويد ومركز قنونا ومركز الرايم ومركز حلحال”، وتضم عدداً من القبائل تزيد على ١٤ قبيلة، ولكل قبيلة سوق أسبوعي.
ومن أشهر أسواق العرضيات سوق الخميس بالمعقص، وسوق الجمعة بثريبان، وسوق الثلاثاء بنمرة، وسوق السبت بشمران، وسوق الخميس بالجوف، وسوق الأربعاء بالفائجة، وسوق الاثنين بالمدرات، وسوق الثلاثاء بعمارة، وسوق الأحد بالنبيعة، وسوق الأحد بآل حذيفة… وغيرها.
وقد شهدت العرضيات افتتاح أول مدرسة سنة ١٣٦٨هـ، وكانت مدرسة ثريبان الابتدائية، وشهدت افتتاح أول مكتب للإشراف التربوي ١٤٠٦هـ، وكان مكتب الإشراف التربوي بنمرة، واليوم يزيد عدد المدارس للبنين والبنات على ٢٢٠ مدرسة.
وفي العرضيات مستشفيان هما مستشفى ثريبان ومستشفى نمرة بسعة ٥٠ سريراً، وفيها مركز لغسيل الكلى بسعة ٣٠ سريراً، وفيها مصنع إسمنت تهامة الذي يعد من أكبر مصانع الإسمنت إنتاجية، وفي العرضيات عدد من المؤسسات الخيرية، ويقام فيها كل سنة مهرجان العسل الأصلي.
وقد شقّ إنسان العرضيات طريقه بكل عزيمة ونجاح، وشهدت له بذلك ميادين العلم والعرفة والثقافة والفكر والإعلام والرياضة والفنون والتراث وغيرها من ميادين العطاء والتفوق، وخرَّجت العرضيات العديد من الأسماء البارزة في مجالات التعليم والطب والأدب والثقافة والرياضة.
ولقد حظيت العرضيات بزيارات لولاة الأمر -حفظهم الله- فمن تلك الزيارات زيارة الأمير أحمد بن عبدالعزيز سنة ١٣٩٢هـ، ومرّ بها الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- سنة ١٤٠٥هـ، ثم زيارة الأمير سعود بن عبدالمحسن سنة ١٤٠٩هـ، ثم الزيارات المتوالية لمستشار خادم الخرمين أمير منطقة مكة خالد الفيصل، منذ العام ١٤٢٨هـ، ومن الوزراء وزير المعارف الدكتور محمد الرشيد -رحمه الله- سنة ١٤١٧هـ، ووزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة سنة ١٤٣٠هـ… وغيرهم.
ولمحافظ العرضيات علي بن يوسف الشريف، جهوده المشكورة في السعي لتلبية متطلبات المحافظة، وإعادة ترتيب أولوياتها وتوازنها، وله جهوده الحثيثة في سبيل توفير الخدمات واستحداث الإدارات التي تخدم العرضيات إنساناً ومكاناً، ولم يألُ جهداً في دعم المبادرات الشبابية ورعاية الأنشطة الثقافية والتعليمية والرياضية والاجتماعية، وتشجيعها، وتذليل العقبات التي تعوقها، مع نقل صورة صادقة وأمينة لأمير المنطقة عن العرضيات، وما تحتاجه من مشاريع تنموية.