تصاعدت حدة الخلافات بين الميليشيات الانقلابية في اليمن، اليوم الخميس، عبر اتهامات مُتبادَلة وتراشُق لفظي بين ميليشيا الحوثي وحلفائها في حزب المخلوع علي عبدالله صالح.
ورد رئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصماد -الذي يرأس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، المُشكَّل مناصفةً بين طرفي الانقلاب- على تهديدات حزب المؤتمر بقيادة صالح بالانسحاب من التحالف مع الحوثيين، في رسالة من 6 صفحات.
وحسب موقع “العربية نت”، قال رئيس مكتب الحوثيين، في رسالة الرد: “أي شراكة صورية تتحدثون عنها وأنتم المُعطِّلون لدور المجلس السياسي والحكومة؟!”، يقصد الحكومة الانقلابية غير المعترف بها.
وتابع: “نحن كذلك لا يُشرِّفنا البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن إصلاح أبسط الاختلالات”.
وسرد رئيس المكتب السياسي للحوثيين، في رسالته، تفاصيلَ ما سمَّاها “تجاوزات” عدد من وزراء حزب المخلوع والإعلاميين التابعين لهم.
وقدَّم الصماد إلى المخلوع صالح قائمة مماثلة بأسماء قيادات مؤتمرية تهاجم ميليشيا الحوثي، واتهمهم رسميًّا بالوقوف وراء إضراب المعلمين المحتجِّين على انقطاع رواتبهم المنهوبة منذ عام، وتحريضهم على تعطيل بدء العام الدراسي المتوقف.
واختتم رسالة الرد الطويلة باستعداد الحوثيين لتشكيل لجنة للنظر فيما سمَّاها “الاختلالات”، ومراجعة أسبابها، وتقييم الوضع الحالي.
ويرى مراقبون أن التحالف بين طرفي الانقلاب في اليمن، يمضي نحو نهايته، في ظل خلافات طفت مؤخرًا على السطح بين قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وميليشيا الحوثي.
وتحالف الطرفان للاستيلاء على العاصمة صنعاء وعدد من محافظات البلاد، خريف عام 2014؛ ما أشعل حربًا مع أنصار الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًّا، التي طلبت من التحالف العربي بقيادة السعودية التدخُّل لإنقاذ البلاد عام 2015.
ومنذ 24 أغسطس 2017، تتصاعد الخلافات بين طرفي الانقلاب تصاعدًا غير مسبوق أسفر عن اندلاع اشتباكات وسقوط قتلى وجرحى.
ففي اليوم نفسه، احتشد الآلاف من أنصار صالح في استعراض للقوة بالعاصمة صنعاء، وأعلن حزبه (المؤتمر الشعبي العام) رفضه هيمنة ميليشيات الحوثي على القرار في العاصمة، وهو ما دفع الحوثيين إلى اتهامه بـ”الغدر”، وأدانوا وصفه لهم بـ”الميليشيا”.
فيما منع الحوثيون وصول أنصار صالح للمشاركة في مهرجان ينظمه الحزب، ووضعوا حواجز أمنية ونقاط تفتيش في مناطق عدة.
وأوصت الميليشيا بإعلان حالة الطوارئ، ووقف جميع نشاطات حزب صالح، معتبرةً أن أي تجمُّعات حاشدة، يجب أن تكون على جبهات القتال لا في الميادين العامة.
هذا التوتر جاء بعد أيام قليلة من تصاعد حرب كلامية بين الحوثيين وصالح، تبادلوا فيها الاتهامات بشأن المسؤولية عن انتشار البطالة وتزايُد الجوع في البلاد.
وفي 26 أغسطس 2017 اندلعت اشتباكات غير مسبوقة في صنعاء بين الحوثيين وقوات صالح، أسفرت عن مقتل قيادي في حزب المؤتمر و3 مسلحين حوثيين.
وفي 30 سبتمبر 2017 اقتحم مسلحون من ميليشيا الحوثي مكتب وزير الصحة بحكومة (الحوثي-صالح) محمد سالم بن حفيظ الموالي للرئيس المخلوع، ورفعوا في وجهه السلاح، وأصدروا قرارًا بتعيين القيادي الحوثي عبدالسلام المداني بدلًا منه.
في 7 أكتوبر 2017، اقتحم مسلحو الميليشيا مبنى وزارة الخارجية بصنعاء، ووجهوا بمنع دخول وزيرها هشام شرف الموالي للرئيس المخلوع علي صالح.
يُذكَر أن صالح شن 6 حروب على الحوثيين من 2002 إلى 2009 عندما كان رئيسًا، قبل أن تندلع ثورة شعبية أنهت حكمه عام 2012.