يومًا بعد يوم يثبت الانقلابيون في اليمن ومعاونوهم أن الشجاعة الزائفة التي يحاولون تصديرها لمخالفيهم تُخفي داخلها ضعفًا وعجزًا لا يصمد أمام مواقف جرت العادة أن تكون لها اليد العليا فيها، فمن يتصور أن نهاية “أسد” حوثي دأب على تجنيد المئات والذهاب بهم إلى جبهات القتال ضد قوات الشرعية ستكون داخل منزله، وعلى يد زوجته التي لا حول لها ولا قوة، طعنًا بسكين لا يُمكن مقارنتها بما يحمله الرجل العائد من الجبهة مدججًا بأسلحة مختلفة العيار.
وفي التفاصيل، فقد كشف سكان محليون أن القيادي الحوثي محمد حسين كرات، قُتل على يد زوجته، بعد أن سددت له نحو 10 طعنات بالسكين في عنقه وصدره، بقرية محضر في مديرية الحداء، بمحافظة ذمار جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
وأكد عددٌ من السكان أن “كرات” هو المسؤول عن تعزيز ميليشيات الحوثي بالمقاتلين، وذلك بتجنيد الشباب والأطفال وحشدهم من القرى إلى الجبهات، تم العثور على جثته وفيها آثار طعنات متعددة. واتضح أن زوجته هي التي أقدمت على قتله باستخدام سكين حادة، بعد أيام قليلة على عودته من جبهات القتال ضد الشرعية اليمنية.
وأفاد أحد السكان أن الحوثيين كانوا يمنحون مسؤول التجنيد كرات 10 آلاف ريال مقابل كل مسلح ينجح في استقطابه لصفوفهم، ترغيبًا أو ترهيبًا.
وتشير المعلومات إلى أن زوجة القيادي الحوثي قامت بلف جثة زوجها بعد قتله بين ملابس كثيرة، واستأجرت أحد الباصات وأخبرت مالكه بأنها تريد أن تنتقل إلى بيت أهلها، ونزلت قبل وصولها للبيت المذكور بمسافة ومعها الملابس والأدوات التي تخفي داخلها جثة زوجها.
وأشار المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسم الزوجة، إلى أنها قامت بدفن جثة زوجها وسط حفرة صغيرة اكتشفها رعاة الأغنام خارج القرية، السبت (23 سبتمبر 2017)، وحاولت ميليشيات الحوثي التكتم على الخبر، لكن سكانًا وناشطين في القرية نشروه على مواقع التواصل الاجتماعي مع صورة القيادي المقتول أثناء إخراج جثته.
وكان القيادي الحوثي المقتول عاد قبل حوالي شهر، بحسب المصدر، من جبهة حرض بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، إلى صنعاء للمشاركة في تظاهرة الحوثيين الخميس الماضي، ورجع إلى منزله قبل يوم واحد من الحادث، حيث لقي حتفه على يد زوجته، دون أن تتضح أسباب ودوافع القتل.
وأكد المصدر أن ميليشيات الحوثي ألقت القبض على زوجته، بعد اكتشاف الجثة، واعترافات صاحب الباص الذي نقلها إلى منزل والدها.