في تطور مفاجئ على الأرض، اشتعلت صباح الخميس (21 سبتمبر 2017) مواجهات هي الأعنف بين قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية من جهة وبين الميليشيات المسلحة التابعة للحوثي وصالح من جهة أخرى، شمال مدينة تعز وشرقها.
وحسب ما كشفه مصدر ميداني في المدينة لصحيفة “المشهد اليمني”، فإن مواجهات عنيفة اندلعت بين الطرفين في أطراف وادي الزنوج ومحيط معسكر الدفاع الجوي شمال المدينة.
وأضاف المصدر “أن المواجهات لا تزال على أشدها حتى اللحظة بين الجانبين بعد محاولة الحوثيين التسلل إلى أحد مواقع الجيش والمقاومة “، لافتًا إلى انفجارات عنيفة يشهدها محيط المدينة منذ لحظات، مرجحًا أن يكون مصدرها قصفًا مدفعيًّا حوثيًّا على عدد من الأحياء السكنية شرق المدينة.
بالتزامن مع ذلك، اعترضت دفاعات تحالف دعم الشرعية في اليمن، قبل قليل، صاروخًا باليستيًّا أطلقه الحوثيون في سماء مأرب؛ حيث أُسقِط الصاروخ في منطقة خالية خارج المدينة قبل وصوله إلى هدفه، وفق “المشهد اليمني” أيضًا.
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تمكنا في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء، من إسقاط طائرة تجسس واستطلاع تابعة لميليشيات الحوثي وصالح في منطقة كرش بين محافظتي لحج وتعز.
وسياسيًّا، ومع حلول الذكرى الثالثة لانقلاب 21 سبتمبر الذي قاده الحوثي وصالح وأنصارهما على الشرعية؛ جدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، حرصه الدائم على السلام لوضع حد للحرب التي فرضها الانقلابيون، وتسببت في إزهاق العديد من الأرواح البريئة التي تحصدها نيران الميليشيات في تعز المحاصرة، وغيرها من المدن في بلاده.
وأشار الرئيس هادي، خلال استقباله بمقر إقامته في مدينة نيويورك، الأربعاء، المبعوثَ الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد؛ إلى تقديم الحكومة الشرعية التنازلات تباعًا من أجل تحقيق السلام ، مضيفًا أن الانقلابيين لم يعيروا تلك التنازلات أي اهتمام طوال الفترة الماضية وفي محطات السلام المختلفة.
يأتي هذا في الوقت الذي ألقى فيه رئيس وزراء حكومة الحوثيين وصالح في صنعاء صباح الخميس، كلمة في ميدان السبعين وسط تجمع للحوثيين في ذكرى انقلابهم على مؤسسات الدولة في 21 سبتمبر 2014.
فيما بدا الاحتفال الحوثي مغرقًا في التحريض على مزيد من سفك الدماء؛ حيث بدأت الميليشيات تسرب بعض الوثائق التي أصدرتها في وقت سابق بهدف وقف معارضتها وسحق من يعترض على جرائمها بالقوة وهدر دم اليمنيين.