أمسك بقلمي متأهبة لكتابة مقالتي اليومية أو الأسبوعية فتهرب الحروف مني كغزال شرود، أطاردها قليلا ثم أشعر أن الأمر لا يعدو كونه تضييعا للوقت فأكتفي بمشاهدة قلمي وهو ينحني يائسا على الورقة الخاوية..
أنت أيضا تتأهب لإلقاء كلمة في أو محاضرة في محفل وتظن أنك تمتلك كل أدواتك لتفعل ذلك بكل براعة لكنك تصطدم بكلماتك وهي تتناثر كالشظايا أمام عينيك..
تتأهب لإنجاز مشروعك الخاص أو رسم لوحتك أو حتى أداء مهمتك الرسمية المتعلقة بالعمل، وتظن أنك قادر على فعل ذلك بطريقة مميزة لكنك تُحبط عندما تجد نفسك عاجزا عن القبض على أول فكرة ، وتظل واقفا- في حيرة - تنظر بأسى لباب البداية الموصد أمامك بإحكام..
تعتقد دائما أنك قادر على إنجاز مشروعك المالي أو الاجتماعي أو الفكري ، وتحدثك نفسك أنك لا تحتاج إلا للوقت والتركيز، ولكن الواقع يعصف بكل هذا ليثير حولك عاصفة من الحيرة والأسئلة..
يبدو الأمر أكثر وضوحا في الإنجازات الفكرية والأدبية لكنه غموضه في الجوانب الأخرى لا يعني عدمه..
إنها اللحظة التي نعجز فيها عن إشعال مصباح أفكارنا رغم توفر كل الظروف ..
هنا ، نحن بحاجة إلى ملهم..
هذا بالضبط ما ينقصنا ..
الإلهام - وغيره كثير- لا يأتي عندما نطارده، بل يمعن في الهرب كلما تسارعت خطواتنا في الجري خلفه..
لكن الملهمون يأتون بلا موعد..
وإن لم يأتوا فلا بأس من الذهاب إليهم
الذهاب يختلف عن المطاردة-!
قد يكون الملهم ابتسامة طفل، أو دمعة مسن، قد يكون صوت قديم، أو ذكرى مؤثرة، شجرة في الطريق، أو عابر سبيل..
قد يكون الملهم أقرب شخص لك عاطفيا أو اجتماعيا أو فكريا وقد يكون شخص لا تربطك به صلة قوية، أو علاقتك به سطحية أو رسمية أو طبيعية لكنك تدرك في قرارة نفسك أنه ملهم بالنسبة لك..
قد لا تكون الصورة بهذا الوضوح لكنها تأتي بأشكال أخرى:
الراحة التي تأتي بعد لقاء مع الشخص الملهم، الخواطر التي تتوارد ، التساؤلات التي تنسكب، الرؤى التي تلوح، الطاقة التي تتجدد، الرغبة التي تولد، القلب عندما يبتسم، الخيال عندما يحلق، الكلمات عندما تتدفق، الشعور بنقطة البدء، مصالحة الذات، إعادة النظر في موضوع قديم، الحماس عندما يتوقد، الفكرة عندما تولد، الإحساس المختلف مهما كان نوعه ودرجته، اليوم عندما يُصنع، الحوار عندما يبدأ، التداعيات، المقارنات، النقاشات الداخلية ، الحديث مع النفس، النشاط الجسدي، الانتعاش المعنوي، النعم عندما تتجلى ، الرضى، السكينة عندما تغمر العقل، النظرة عندما تتوهج، الملامح عندما تتغير، المواقف عندما تُراجع، الصور عندما تتضح، الخطوات عندما تتسارع، العينان عندما تغمضان على لقطة خاطفة والحياة عندما تكف- للحظات -عن الضجيج..!!
- 2024/03/27 عيدهم عيدك ومبادرة كسوة العيد
- 2024/03/27 مُحافظ جدة يستقبل مدير عام البريد السعودي “سُبل” بمنطقة مكة المكرمة
- 2024/03/27 رئيس جمهورية غينيا بيساور يصل إلى جدة لأداء مناسك العمرة
- 2024/03/27 الأمير سعود بن جلوي يكرّم الفائزين في مسابقة جامعة جدة للقرآن في نسختها الـ 15
- 2024/03/27 مجوهرات رؤى ترعى تذهيب وسام التميز لسفير السلام والنوايا الحسنة د. عاطف سندي
- 2024/03/26 نائب أمير جازان يشارك الأيتام إفطارهم الجماعي السنوي
- 2024/03/25 مُحافظ جدة يرفَّعَ الشْكْرَ للقيّادَة على الدعمْ السخّي لحملَّة جود المناطق
- 2024/03/25 أحمد أبو الفضل : إختيار العطور فن له سمات ومواصفات ولايتمتع بة كل المستهلكين
- 2024/03/25 المملكة تحقق قفزة في قطاع الدواجن وتسجل رقمًا قياسيًا بإنتاج (100) مليون كجم في شهر فبراير 2024م
- 2024/03/23 بالشراكة مع محافظة الحرث.. فريق طويق جازان ينفذ مبادرة “إفطار مرابط” بالحد الجنوبي
المقالات > بلا موعد..!!
فاطمة السهيمي
بلا موعد..!!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://hobasha.com/articles/223090/