كنهر دفاق يغمر الأرض الشهباء فيحيلها لجنات غناء تموج بالطفولة والجمال.. أنامل من نور تداعب قلوب صغيرة، حصة بعد حصة ، ويوم بعد يوم..
طاقة من ضياء تتسلل إلى العقول الناشئة لتنثر فيها شذرات من الأحلام الغضة التي تنام كل ليلة على صوت أبلة نورة وهي تلقنها أبجديات الحياة ..
ربع قرن من الزمان و أبلة نورة تستيقظ كل يوم لتشارك عصافير السماء فضاءاتها الرحبة، ربع قرن وهي تشاطر الفجر صباحاته الأولى ، وتقاسم الشمس شعاعها المتموج على السهول والجبال ..
لا شيء - لا شيء على الإطلاق- يمنعها من لقاء طالباتها كل يوم..
تتغلب على آلامها ومتاعبها ومرضها وظروفها من أجل أن تكون دائما في موعدها مع طالباتها.. ومن أجلهن تلغي كل مواعيدها لتلتزم معهن بكل وعودها الحريرية:
بأن تجعل منهن شيئا مذكورا..
طالبات أبلة نورة هن موعدها الأول والأخير الذي لم تخلفه أو تتخلف عنه..
منذ أن يقرع جرس الاصطفاف الصباحي وحتى يقرع جرس الانصراف وأبلة نورة منهمكة مع طالبات الصف الأول ، لا تعلم شيئا عن أي شيء يحدث خارج أسوار الصف الأول، فهذا شيء لا يعنيها، الخارج بكامله لا يعني لها شيئا، كل الذي يشغل بالها تلك الطالبة التي لا تمسك القلم كما ينبغي، وتلك التي لا تفرق بين حرف الراء والدال في الكتابة، وتلك التي لم تتقن قراءة سورة الماعون بعد..
وعندما أجبرتها ظروف الوطن الراهنة على تعليم طالباتها عن بعد ، لم يكن أمامها سوى وصل نهار المنصة بليلها، فأصبحت في وقت راحة الجميع ترفع شعار ليس للعطاء جرس، وبالتعاون مع أسر طالباتها أصبحت تقدم لهن حصصا إضافية لتعوضهن عن انقطاعهن عن المدرسة..
أكثر من ربع قرن من الزمان مر خلاله أكثر من ٢٥ دفعة جاء أفرادها صفحات جرداء فزرعتها أبلة نورة وأحالتها ربيعا أخضر يموج بالنضارة والجمال..
لم تزدها السنوات سوى تألقا، ولم تتعلم من التعب المضني سوى أنه السبيل الوحيد لخدمة طالباتها ومساعدتهن على الحصول على أجود نسخة ممكنة من التعليم..
ربع قرن من الزمان علمتنا فيه أبلة نورة ما معنى أن يكون المعلم رسولا..
ربع قرن لقنتنا فيه أبلة نورة دروسا لا تُمحى في الإخلاص والصبر والعطاء منقطع النظير.. حتى أصبحنا نحلم أن نرى في كل مدرسة وفي كل صرح تربوي أبلة نورة أخرى..
ربع قرن ونحن نصطف في طابور طويل لنمتع ناظرنا بعطائها، ونشحذ هممنا بهمتها، ونطيب إخفاقاتنا بنجاحها ، ونرمم أخطاءنا بإبداعاتها..
هنيئا لمدرسة اثنين بني سهيم بأبلة نورة، فهي مدرسة داخل مدرسة، وهنيئا لنا لأننا عاصرنا وعاشرنا هذه القامة التربوية السامقة ونهلنا من معينها العذب حتى الارتواء..
- 2024/04/24 افتتاح حلقات قرآنية تابعة لجمعية تحفيظ القرآن بالعرضية الشمالية
- 2024/04/24 “ريف السعودية”: قطاع الورد يستهدف إنتاج ملياري وردة بحلول 2026م
- 2024/04/24 تعليم الليث يعلن بدء التقديم لشغل إدارات ووكالات المدارس للعام القادم
- 2024/04/24 الأمير سعود بن جلوي يستقبل سفير جمهورية مالطا لدى المملكة
- 2024/04/23 “الحج” تبدأ إصدار تصاريح حجاج الداخل.. غدًا
- 2024/04/23 “البيئة” تدشّن أول مزرعة حضرية داخل المتاجر وأسواق المنتجات الغذائية لتحسين جودة الغذاء
- 2024/04/23 “البيئة” تُطلق مسابقة لهواة التصوير لاختيار أجمل الصور والفيديوهات لبيئة المملكة المحلية
- 2024/04/23 “تعليم القنفذة” يَدعُو الطَّلَبة للتسجيل في برنامج مَوهِبة الإثرائي الأكاديمي 2024
- 2024/04/21 الأمير سعود بن جلوي يستقبل مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بمحافظة جدة
- 2024/04/21 “الإحصاء” تطلق المسح الزراعي الشامل لجميع مناطق ومحافظات المملكة
المقالات > أبله نورة.. نهر العطاء
فاطمة السهيمي
أبله نورة.. نهر العطاء
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://hobasha.com/articles/222843/