لم أمانع ابني حينما أعلن عشقه للهلال، فقد فتّح عينيه على بطولات (الشلهوب) وجيله وشيء من آخر عهد الدعيع لذا كان من المشجعين، الذين تعودوا الفرح في كل عامٍ مرةً ومرتين، وأحياناً أكثر لذا باركت له الاختيار.
لكني كنت أحاول جاهداً -فتارةً أنجح وأفشل بالأخرى- في أن أعلمه بأن الرياضة لا تحب المتعصبين، وإن فتحت لهم أبوابها.
فرح ليلة الأربعاء أيما فرح ببطولة الدوري، واسترجع معها نشوة الآسيوية، وبينما يقلّب منصة «مدرستي» صباح الخميس، فإذا بحاله ينقلب رأساً على عقب فبقدر فرحة المساء حل علينا أضعافها حزناً، فقد ارتجف جسمه وتسارعت نبضات قلبه.
وفي طريقنا للمستشفى عبثاً حاولت تشغيل الراديو لأجله، فكان كما توقعت حديثهم عن الهلال، ولكنه أدار وجهه هذه المرة لجهةٍ أخرى، فعرفت حينها أن الحياة قد صعبت، وتأكدت تماماً أن الرياضة وسيلة جميلة للتسلية قد تصنع الفرح لكنها لا تمنح الأوكسجين لمشجعٍ يبحث عنه لأجل البقاء.
وصلنا للمستشفى وكأننا كنا نمشي على سلحفاةٍ -لا سيارة- لشدة ما يعانيه، لحظات وهو بغرفة الإنعاش ثم بتحويل (إنقاذ حياة) تتحرك الإسعاف لمدينة (الباحة)، التي مازالت تغني فرحاً (للعين) إنجازه المستحق لكننا للأسف لم نصل لمعقل نجومهم بالأطاولة، فطريقنا كان في اتجاه العناية المركزة، التي قضى فيها أياماً ربما لم يشعر بها من شدة ألمها، الذي أحاط بنا من كل الاتجاهات، خاصة الأربع والعشرين ساعة، التي قال عنها الأطباء إنها مصيرية ولا تحتمل غير الدعاء.
بفضل الله ثم بفضل مستشفى (المخواة والباحة) تجاوز نواف مرحلة الخطر والثقة بالله بأن القادم أجمل لكن ما أود إيصاله للجميع أن الحياة تتسع للحب لكنها لا تحتمل الكراهية ولا للحظة. وبما أننا نكتب في زاوية رياضية أقول (شجّعُوا، أحِبّوا، انْتَمُوا) لكن لا تتعصبوا ضد المنافسين وبعد حينٍ تندموا إن خسرتم شيئاً من صحتكم ودينكم أحياناً.
توقيع
شكراً لله على حفظه لنواف ثم شكراً لوزارة الصحة وشكراً لمحبين شاركونا الدعاء والحزن ثم الفرح.
وفقاًَ لـ"اليوم"
التعليقات 1
1 pings
Ahmed#
2020/09/16 في 8:34 م[3] رابط التعليق
الف الحمد لله ع السلامه وقدامه العافية ، الهلال عشق وانتماء منقطع النظير ، ازرع فيه التوسط في جميع أموره لا ضرر ولا ضرار وعسى الله يصلح لنا ولكم ويرزقنا صلاحهم وبرهم ..
(0)
(0)