موقف بسيط لكن له معاني كثيرة..!
يوماً ما كنت أمارس كرة القدَم
وأُصبت بشرخ في قدمي
فذهَبت مسرعاً إلى أقرَب مستشفى ( خاص )
قال لي ( الإستقبال ) الكشف ب خمسين ريال
وقلت له تفضّل..!
كشَف عليّ الدكتور وقال أنت تحتاج إلى
خياطة الآن وتكلفة الخياطة ثلاثة آلاف ريال
بدون الإجراءات الأخرى اللتي قد تصل جميعها
إلى خمسة آلاف ريال..!
من شدّة الألم كدت أن أوافق لكن إقترب منّي
الإستقبال وهمس لي بصوت خافت كي لايسمعه
الدكتور ومن معه وقال لي هناك مستشفى حكومي
قريب من هنا إذهب له !
ذهبت مسرعاً إلى المستشفى الحكومي
إستقبلوني بإهتمام وأدخلوني غرفة قياس الضغط
ومن هناك إلى الدكتور ليجري الخياطة بأسرع
وقت ممكن وبعناية فائقة وصرفوا لي الدواء
وكل ذلك ( مجاناً ) بمعنى أن الدولة اهدتني ٥٠٠٠ ريال في ذلك اليوم فقط !
رأيت في ذلك اليوم الكثير من الحالات وتتم خدمتهم
بسرعة وعناية فائقتين !
تأمّلت قليلاً فقُلت الآن عرفت جيّداً معنَى نعمة ( المملكة العربية السعودية )
وعرفت جيّداً مدى الجهود الجبّارة اللتي تقدمها
المملكة للمواطنين !
هذه الدولة العظيمة تعلّم أبنائنا طوال ١٢ إلى ١٧ وتصل إلى ٢٠ سنة ( مجاناً )
وإن مرض فينا أحد عالجته ( بعد الله ) مجاناً
ولن أتطرّق للجهود الجبّارة الأخرى لأن هذه تكفي..!
( السعودي الفقير ) يستيقظ من النوم يطفئ المكيّف ذو البرودة العالية ويخرج من منزله ، يقود سيارته ويفكّر بالطريق ماذا يأكُل هل أتناول البرجر أم الشاورما أو آخذ لي نص شواية أو أو أو..!
يطلب رزقه ويمضي يومه بهدوء وطمأنينة ويعود إلى منزله الهادئ وأحيانا ينسى أن يُقفل باب سيارته ليجدها في اليوم التالي كما هي..!
الكثير لايعي هذه النعمة ويقول ( أزعجتونا بالمدرسة الحكومية والمستشفيات الحكومية والأمن و و و )
أنت ياعزيزي عشتَ معززاً مكرّماً منذُ صغرك حتى يوم ولادتك فقد ولدت على أيدي اطبّاء يعتنون بك وكأنك إبنهم وذلك على حساب الدولة..!
أنت لاتعرف أن هناك أشخاص في دول يستيقظ من نومه لايعلم أين سيذهب وبماذا سيذهب ولا يعلم هل يجد قوت يومه أم لا ، بل لايعلم هل سيعيش هذا اليوم أم أنه سيُقتل ويسجّل قتله ضد مجهول..!
هناك من يمرَض ويضطرّ أن يدفع للمستشفى راتب شهر كامل وأكثر..!
هناك من يدرس ويدفع كل سنة مبلغ وقدره..!
كل من ينتقد المملكة العربية السعودية
اقول له قول
النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا»
مامعنى ذلك ..؟
هذه الأمور الأربعة:(آمِنًا فِي سِرْبِهِ) يعني في مسكنه ومنزله ومن حوله، الصفة الثانية: (مُعَافًى فِي جَسَدِهِ) من الآفات والأمراض المقلقة والمزعجة، هذا تمتَّ عليه النعمة؛ (آمِنًا فِي سِرْبِهِ) لا يخاف من الأعداء، (مُعَافًى فِي جَسَدِهِ) من الأمراض المقلقة والمزعجة .(عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ): عنده غداءه أوعشاءه، (فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا) لأنه اجتمعت له النعم والمتطلبات، وتمكن من الانتفاع بها، فهذه نعمةٍ عظيمة تكاملت في حقه النعمة، وهذه كلها والحمد لله الآن متوفرة لنا، فعلينا أن نشكر اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- بأن نستعمل هذه النعم في طاعة الله ورسوله ثم طاعة ولاة أمرنا..!